كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 7)

المفردات:
{فَبَغَى عَلَيْهِمْ}: أي ظلمهم، أو تكبر عليهم.
{الْكُنُوزِ}: الأموال المدخرة المحبوسة، من: كنزه، بمعنى: ادَّخره وحبسه عن الناس، ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
{مَفَاتِحَهُ}: جمع مِفتح - بكسر الميم - وهو المفتاح الذي تفتح به الأغلاق، أو جمع: مَفْتح - بفتح الميم والتاء - وهو الوعاءُ الذي يكنز فيه كالصندوق.
{لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}: العصْبة، الجماعة يتعصب بعضها لبعض ويشد أزره، ومعنى {تَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ}: تثقلها، يقال: ناءَ به، وأناءَه، أي: أَثقله، كما يقال: ذهب به وأذهبه، فالباءُ للتعدية، وبه قال الخليل وسيبويه والفراءُ، واختاره النحاس، وسيأتي بسط الكلام في تفسيره.
{لَا تَفْرَحْ}: أي لا تفرح بدنياك فرحًا يذهلك عن أُخراك.
{الْفَرِحِينَ}: قال الزجاج؛ الفرحين والفارحين سواءٌ، ونزيد على ما قاله: أن الفَرِح صيغة مبالغة تفيد زيادة الفرح.
{وَابْتَغِ}: واطلب. {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ}: ولا تطلبه.
التفسير
76 - {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ ... } الآية.
اختلف في قارون من جهة قرابته لموسى - علبه السلام - فمن قائل: إنه ابن عمه، وهو ما روى عن ابن عباس وابن جريج وغيرهما - ومن قائل: إنه عمه، وحكاه محمَّد ابن إسحق، ومنهم من قال: إنه ابن خالته، ولم نجد لهذه الروايات سندًا، وحسبنا ما قاله الله - تعالى - في نسبه من أنه من قوم موسى، أي: من بنى إسرائيل، وبصفه الله بأنه بغى عليهم، والبغي - في اللُّغة -: التطاول ومجاوزة الحد، وقد فسره المفسرون هنا بتفسيرات

الصفحة 1806