كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 104 """"""
في المحاسن والإحسان مشهورةً ولا نرى مثلا لتلك الطريقه ؛ ونقلد كفالة ممالكنا للولي الذي ما برح يتلقى أمورنا بفسيح صدره ، ويتوقى حدوث كل ما نكرهه فينهض في دفعه بصائب رأيه وثاقب فكره ؛ وكان الجناب الكريم العالي الأميري الكبيري العالمي العادلي الكافلي المؤيدي الزعيمي الغياثي المسندي الممهدي المثاغري المظفري المنصوري السيفي ، معز الإسلام والمسلمين ، سيد أمراء العالمين ؛ سند الممالك ، مدبر الدول ، مقدم العساكر ، أمير الجيوش ، كهف الله ، حصن الأمة ، نصرة الملوك والسلاطين ، سلار المنصوري نائب السلطنة المعظمة ، وكافل الممالك الإسلامية ، - أعز الله نصره - هو واسطة عقد الأولياء ، وسيف الدولة الفاتك بالأعداء ، والذي أسلف في نصرة الإسلام حقوقا غدت مرقومةً في صحف الفخار ، واستأنف في مصالح الأمة المحمدية تدبيراتٍ أظهر بها أسباب التأييد على الأعداء والاستظهار ؛ كم أصلح بيمن سياسته ذات البين ، وكم أبهج ببركة تأتيه وتأنيه كل قلب وأقر كل عين ؛ وكم ساس من ملك فأضحى ثابت الأساس ، وجعل شعاره دفعا للباس ونفعا للناس ؛ ما عوهد إلا وأوفى ، ولا عوند إلا وعف وعفا ، ولا استشفى في طب معضلة إلا وشفى ، ولا استدرك تدبيره فارط أمرٍ كان على شفا ؛ فما يومه في الفضل بواحد ، ولا أحد لمثل محاسنه الجميلة بواجد ؛ لعزماته في مواقف الجهاد السوابق الغر المحجله ، ولتدبيراته في مصالح العباد والبلاد المنافع المعجلة والمؤجله ؛ وهو الذي خافت مهابته الكتائب ، وأملت مواهبه الرغائب ، ولعبت سطواته للعدا خيالا في المراقد وخيلا في المراقب ، وامتطى من الشهامة كاهلها فأحجم عنه لما أقدم كل محارب ، وصدق من نعته بالسيف ، فلو لم ينعت به لقيل : هذا سيف يفتك