كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 106 """"""
مألوف ، وليستكثر من الاقتداء بأحكامه في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف ؛ وأمراء الإسلام وجنوده ، فهم ودائع سره ، وصنائع شكره ، وطلائع نصره ، وما منهم إلا من غذي بلبان دره ، وغدا من ثناء عصره متقلدا لعقود دره ؛ فليستدم حنوه عليهم وإشفاقه ، وليوال إليهم بره وإرفاده وإرفاقه ؛ والوصايا كثيرةٌ لكنها منه تستملى ، والتنبيهات على المصالح منه تستفاد نقلا وعقلا ، وما زلنا نستضيء في المهمات بيمن آرائه التي جمعت للمصالح شملا ؛ فمثله لا يدل على صواب وهو المتفرد بالسداد ، والخبير بتفريج كرب الخطوب والسيوف غامضة الجفون في الأغماد ؛ والله تعالى يمتعنا من بركة كفالته بالخل الموافي والأخ المواسي ، ويشد أزر سلطاننا من مضافرته بمن أمسى جبل الحلوم الرواسي ؛ إن شاء الله تعالى . لاح وإذا رفعت راياته يوم الوغى كبرت بالظفر على ألسنة الرماح ، وإذا كان في جحفلٍ كانت عزائمه للقلب قلبا وصوارمه جناحا للجناح ، وغذا قدر في السلم عفا لكنه في الحرب قليل الصفح بين الصفاح ؛ وهو الذي ما برحت أيدي انتقامه تهدم من أهل الشرك العمائر والأعمار ، وبروق سيوفه تذهب بالنفوس لا بالأبصار ، ويمن يمينه وصبح جبينه هذا يستهل بالأنواء وذا بالأنوار ؛ اقتضى حسن الرأي الشريف أن نوفي حقوق مودته التي أسلفها لنا في كل نعمى وبوسى ، وأن نضاعف علو مكانه من أخوتنا ليكون منا كهارون من موسى ؛ فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي المظفري الركني - لا برح يوفي بعهود الأولياء ويفي ، ويمنح من أخلص النية في ولائه البر الخفي والفضل الحفي - أن تكون كلمة الجناب الكريم العالي الأميري السيفي المشار إليه - أعز الله نصره - نافذةً في كفالة الممالك الإسلامية ، متحكمةً في نيابة السلطنة المعظمة ، وأوامره المطاعة في إمرة الجيوش وحياطة الثغور التي غدت بدوام كفالته متبسمة ؛ على أجمل عوائده ، وأكمل قواعده ؛ نيابةً ثابتة الأساس ، نامية الغراس ؛ لا يضاهى فيها ولا يشارك ، ولا يخرج شيءٌ من أحوالها عن رأيه المبارك ؛ فليبسط نهيه وأمره في التدبير والإحكام ، وليضبط الممالك حتى لا تسامى ولا تسام ؛ وليطلع من آرائه في سماء الملك نجوما بها في المصالح يهتدى ، وليرفع من قواعده ما يخفض به قدر العدا ؛ وليضاعف ما ألفته الأمة من عدله ، وليجر على أكرم عاداته من نشر إنصافه وشمول فضله ، وليعضد جانب الشرع المطهر في عقده وحله ، وتحريمه وحله ؛ ولينفذ كلمته على ما هو من ديانته مألوف ، وليستكثر من الاقتداء بأحكامه في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف ؛ وأمراء الإسلام وجنوده ، فهم ودائع سره ، وصنائع شكره ، وطلائع نصره ، وما منهم إلا من غذي بلبان دره ، وغدا من ثناء عصره متقلدا لعقود دره ؛ فليستدم حنوه عليهم وإشفاقه ، وليوال إليهم بره وإرفاده وإرفاقه ؛ والوصايا كثيرةٌ لكنها منه تستملى ، والتنبيهات على المصالح منه تستفاد نقلا وعقلا ، وما زلنا نستضيء في المهمات بيمن آرائه التي جمعت للمصالح شملا ؛ فمثله لا يدل على صواب وهو المتفرد بالسداد ، والخبير بتفريج كرب الخطوب والسيوف غامضة الجفون في الأغماد ؛ والله تعالى يمتعنا من بركة كفالته بالخل الموافي والأخ المواسي ، ويشد أزر سلطاننا من مضافرته بمن أمسى جبل الحلوم الرواسي ؛ إن شاء الله تعالى . ومن إنشائه أيضاً اعزه الله تعالى مقامة عملها في سنة اثنتين وسبعمائة ، على لسان من التمسها منه ، فقال : حكى أليف الغرام ، وحليف السقام ؛ وقتيل العيون ، وصريع الجفون ؛ وفريسة الأسود ، والمصاب بنبال الحدق السود ؛ عن قصته في هواه ، وقضيته التي كان في أولها غناه ، وفي آخرها عناه ؛ قال : لم أزل في مدة العمر أترقب حبيبا أتلذذ بحبه ، وأتنعم بقربه ؛ وأحيا بانعطافه ، وأسكر من ريقه بسلافه ؛ وأستعذب العذاب فيه ، وارشف خمر الرضاب من فيه ، وأقتطف ورد السرور من وجنتيه وأجتنبه ؛ وأكتسي به لطفا ، وأكتسب بمصاحبته ظرفا ؛ حتى ظفرت يداي بمن رق وراق ، ولطفت حدائق معانيه حتى كادت تخفى عن الأحداق
لطفت معانيه فهب مع الصبا . . . ورقيبه بهبوبه لا يعرف
قد جمع أوصاف المحاسن والمعاني ، وفاق كل مليح فليس له في الحسن ثاني ؛ أما قوامه ، فقد ملك الفؤاد فأضحى ملكا عادلا ، واستباح النفوس من اعتداله

الصفحة 106