كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 108 """"""
إلى غير ذلك من أنواع حسنٍ قصر عن وصفها قلمي ، وعجز عن حصرها كلمي ؛ وأشفقت من شرحها خوفا أن أنم عليه ، أو أذكر ما تفرد به من الحسن فأكون قد أشرت إليه ؛ وأنا قد تدرعت ثوب الكتمان ، وتسترت حتى غاض منى الدمع وأغضى الطرف وسكت اللسان
يقولون من هذا الذي مت في الهوى . . . به كلفا يا رب لا علموا الذي
غير أني قد متعت بذكر ملاحته فؤادي ، ولا بد أن أوردها مجملةً لأكمد بلفظها المعادي
حكاه من الغصن الرطيب وريقه . . . وما الخمر إلا وجنتاه وريقه
هلالٌ ولكن أفق قلبي محله . . . غزالٌ ولكن سفح عيني عقيقه
بديع التثني راح قلبي أسيره . . . على أن دمعي في الغرام طليقه
أقر له من كل حسنٍ جليله . . . ووافقه من كل معنىً دقيقه
من الترك لا يصيبه وجدٌ إلى الحمى . . . ولا ذكر بانات الغوير يشوقه
ولا حل في حي ؟ تلوح قبابه . . . ولا ساق في ركبٍ يساق وسيقه
ولا بات صبا للفريق وأهله . . . ولكن إلى خاقان يعزى فريقه
يهدد منه الطرف من ليس خصمه . . . ويسكر منه الريق من لا يذوقه
على خده جمر من الحسن مضرمٌ . . . يشب ولكن في فؤادي حريقه
له مبسمٌ ينسى المدام بريقه . . . ويخجل نوار الأقاحي بريقه