كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 11 """"""
أعود بالطمأنينة تلك المرجفات ؛ وقد علم الله سبحانه وتعالى مني ما علم من غيري من المسلمين من الدعاء الصالح في الليل إذا يغشى ، ومن الذكر الجميل لكم في النهار إذا تجلى ؛ والله تعالى يؤيد بكم إيمانكم ، وينصركم وينصر سلطانكم ، ويصلحكم ويصلح بكم زمانكم ، ويشكر هجرتكم التي لم تؤثروا عليها أهليكم ولا أموالكم ولا أوطانكم ؛ ويعيدكم إليها سالمين سالبين ، غانمين غالبين ؛ إنه على كل شيء قدير . وكتب : وصل كتاب الحضرة السامية - أيد الله عزمها ، وسدد سهمها وجعل في الله همها ، ووفر في الخيرات قسمها - مبشراً بالحركة الميمونة السلطانية إلى العدو خذله الله ، ومسير المسلمين - نصرهم الله - تحت أعلامه أعلاها الله ؛ ومباشرة العدو واستبشار المسلمين بما أسعدهم الله من الجرأة عليه ، ومن إضمار العود إليه ؛ وهذه مقدمةٌ لها ما بعدها ، وهي وإن كانت نصرةً من الله فما نقنع بها وحدها فالهمة العالية للحرب التي تسلب الأجسام رؤوسها ، والسيوف حدها ؛ فإن الجنة غالية الثمن ، والخطاب بالجهاد متوجهٌ إلى الملك العادل دون ملوك الأرض وإلا فمن ؟ فهذه تشترى بالمشقات ، كما أن الأخرى - أعاذنا الله منها - رخيصة الثمن وتشترى بالشهوات ؛ والحضرة السامية نعم القرين ونعم المعين ، وفرض ذي اللهجة المبين ، أن يستجيش ذا القوة المتين ، وكلمةٌ واحدةٌ في سبيل الله أنمى من ألوف المقاتلة والمئين ؛ والله تعالى يوسع إلى الخيرات طرقها ، ويطلق بها منطلقها ، ويمتع الإخوان بخلقها الكريم فما منهم إلا من يشكر خلقها ؛ ورأيها الموفق في إجرائي على العادة المشكورة من كتبها ، وإمطاري من خواطرها ، لا عدمت صوب سحبها .
ومن كتاب كتبه إلى القاضي محيي الدين بن الزكي : بعد أن أصدرت هذه الخدمة إلى المجلس - لا عدمت عواطفه وعوارفه ، ولطائفه ومعارفه ؛ وأمتع الله الأمة عموماً بفضائله وفواضله ، ونفعهم بحاضره كما نفعهم بسلفه الصالح وأوائله ، وعادى الله عدوه ودل سهامه على مقاتله - ورد كتابٌ منه في كذا وما بقيت أذكر

الصفحة 11