كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 110 """"""
حتى شعر بنا الدهر الخؤون ، ورماني بسهم فرقةٍ أبعدت المنى وجلبت المنون ؛ وعلم بما كتمناه الرقيب ، وعجز عن داء قلبي الطبيب
لو كان للعشاق حظ ؟ في الهوى . . . ما كان يخلق في الزمان فراق
فتجرعت بعد الشهد علقما ، ولم استطع أفتح من الحزن فما ؛ وهمت في ساحة الشوق والالتياح ، وفضحتني الأدمع التي طال بها على المحبين الافتضاح
لا جزى الله دمع عيني خيرا . . . وجزى الله كل خيرٍ لساني
نم دمعي فليس يكتم شيئا . . . ووجدت السان ذا كتمان
كنت مثل الكتاب أخفاه طي ؟ . . . فاستدلوا عليه بالعنوان
فإذا هو مر المذاق ، وأمنع الدمع فيقول : وهل خبأتني لأعظم من يوم الفراق
أبى الوجد أن يخفيه قلبٌ متيمٌ . . . يكابده والدمع يبديه والضنى
وكم ذاب القلب حسره ، وتفتت الكبد في تلك الفتره ؛ على خلوة أبث فيها حزني ، وأفسح فيها المجال الذي ضاق به عطنى ؛ فلم أظفر بخلوة في لمحة بصر ، ولا فزت بذكر كلمة أفرج بها ما عرض من حصر
تعرضت من شوق إليه فأعرضا . . . ولولا الهوى لم أمنح الحب مبغضا
وبحت إليه أن عندي رياضةً . . . عليه وما تلك الرياضة عن رضا
قضى حبه أني إذا عز في الهوى . . . أذل وإني قد رضيت بما قضى
لقلبي من عينيه سقمٌ وصحةٌ . . . فكم مرة في الحب داوى وأمرضا
مضى لي به عيشٌ بكيت لفقده . . . وهيهات أن يرتد عيشٌ إذا مضى