كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 114 """"""
وليس لي ما أمت به إلا صدق الغرام ، والإقدام في حبه على ارتكاب الحمام
جدد عهود تواصلٍ وتلاق . . . واستبق لي رمقا فليس بباق
واشفع إلى مارق من ترف الصبا . . . من وجنتيك برقة الأخلاق
ما حق ذي قلبٍ صفا لك وده . . . تقطيعه بقطيعةٍ وفراق
مع ذا وذا كيف استهنت فكن أنا ال . . . موثوق بي مولاي في الميثاق
قال الراوي : فسمع شكواي وما أشكى ، وقابل رقتي بجفوة بها القلب أنكى والطرف أبكى ؛ ولفق أعذارا ، وأقسمت عليه أن يزور فلم ير لقسمي إبرارا هذا ما اتفق إيراده من كلامه - أدام الله علوه - في هذا الموضع ، وسنورد إن شاء الله من كلامه أيضاً ما تقف عليه في آخر فن الحيوان في السفر الذي يليه إن شاء الله تعالى .
ذكر شيء من إنشاء المولى الفاضل الصدر الكبير الكامل ؛ البارع الأصيل ، الأوحد النبيل ؛ تاج الدين عبد الباقي تاج الدين عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني
هو الذي أتقن صناعة الأدب في غرة شبابه ، وبرز على من اكتهل في طلبها وشاب في الترقي إلى رتبها ، فما ظنك بأترابه ؛ وجارى ذوي الفضل في الأقطار اليمنية فطلع مجلى الحلبة ، وبارى نجباء الأفاضل بالمملكة التعزية وكان المؤمل منهم بالنسبة إليه أرفعهم رتبه ؛ وسما إلى سماء البلاغة فكان نجمها الزاهر ، وارتقى