كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 119 """"""
بما تبديه من حديث ؛ ومنها تعطيل أجياد المنابر من عقود اسمنا ، وخلو تلك الأماكن من أمر عقدنا وحلنا ؛ ولو أوضحنا لك ما اتصل بنا من أمرك لطال ، ولا اتسعت فيه دائرة المقال ؛ رسمنا بها والسيف يود لو سبق القلم حده ، والعلم المنصور يحب لو فات القلم واهتز بتلك الروابي قده ؛ والكتائب المنصورة تختار لو بدرت عنوان الكتاب وأهل العزم والحزم يودون إليك إعمال الركاب ؛ والجواري المنشآت قد تكونت من ليلٍ ونهار ، وبرزت كصور الفيلة لكنها على وجه الماء كالأطيار ، وما عمدنا إلى مكاتبتك إلى للإنذار ، وما جنحنا لمخاطبتك إلا للإعذار ؛ فأقلع عما أنت بصدده من الخيلاء والإعجاب ، وانتظم في سلك من استخلفناه على أعمالنا فأخذ بيمينه ما أعطي من كتاب ؛ وصن بالطاعة نفوس من زعمت أنهم مقيمون تحت لواء علمك ، ومنتظمون في سلك أوامر كلمك ، وداخلون تحت طاعة قلمك ؛ فلسنا نشن الغارات على من نطق بالشهادتين لسانه وقلبه ، وامتثل أوامر الله المطاعة عقله ولبه ؛ ودان الله بما يجب من الديانه ، وتقلد عقود الصلاح والتحف بمطارف الأمانه ؛ ولسنا ممن يأمر بتجريد سيف إلا على من علمنا أنه خرج عن طاعتنا ، ورفض كتاب الله ونزع عن مبايعتنا ؛ فأصدرنا مرسومنا هذا إليه يقص عليه من أنباء حلمنا ما أطال مدة دولته ، وشيد قواعد صولته ؛ ويستدعى منه رسولا إلى مواقفنا الشريفه ، ورحاب ممالكنا المنيفه ؛ لينوب عنه في قبول الولاية مناب نفسه ، وليجني بعد ذلك ثمار شفقاتنا إن غرس شجر طاعتنا ومن سعادة المرء أن يجني ثمار غراسه ؛ بعد أن يصحبه من ذخائر الأموال ما كثر قيمةً وخف حملا ، وتغالى في القيمة رتبةً وحسن مثلا ؛ واشرط

الصفحة 119