كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 12 """"""
الإغباب ، فإن سيدنا يقابله بمثله ، ولا العتاب فإن سيدنا يساجله بأفيض من سجله ؛ ولا ألقى عليه من قولي قولاً ثقيلا ، ولا أقابل به من قوله قولاً جلياً جليلا ؛ فقد شب عمرو عن الطوق ، وشرف البراق عن السوق ؛ وذلك العمرو ما برح محتنكاً والطوق للصبي ، وذلك البراق حمى لا يقدم إلا للنبي ، ومع هذا فلا تقلص عني هذه الوظيفة ، واعتقدها من قرب الصحيفه ؛ فإنك تسكن بها قلباً أنت ساكنه وتسر بها وجهاً أنت على النوى معاينه .
وكتب إلى العماد : كانت كتب المجلس - لا غير الله ما به من نعمه ولا قطع عنه مواد فضله وكرمه ، ولا عدمت الدنيا خط قلمه وخطو قدمه ؛ وأعاذنا الله بنعمة وجوده من شقوة عدمه - تأخرت وشق على تأخرها ، وتغيرت على عوائدها والله يعيذها مما يغيرها ؛ ثم جاءت ببيت ابن حجاج :
غاب ما غاب ووافا . . . ني على ما كنت أعهد
وأجبته ببيت الرضي :
ومتى تدن النوى بهم . . . يجدوا قلبي كما عهدوا

الصفحة 12