كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 121 """"""
وإيراده ، ومجيب من أصبح قاصدا بابه الشريف والزهادة فيما حوله من اعتقاده ، ومعز من أضحى له من حقونا ركنٌ استند إليه الدهر في استناده ، يلبي دعوة مرامه حيث كان من بلاده ؛ ويجيب داعي نداه وإن بعد فيكون أقرب من سره إلى فؤاده ؛ يذب عن حوزة نسائه يبيض مرهفاته وسمر صعاده ، ويحمى بيضة جاهه بالغلب من أشياعه والجرد من جياده ؛ نحمده على أن جعل موالاتنا لهذا البيت الشريف المنصوري تستديم عهوده ، وتلتحف من المحافظة على مراضيه الشريفة في كل حالٍ بروده ؛ وترد من القيام بواجب حقه أعذب منهل شرعه الصفاء وسنه ، وأكد موالاته الوفاء وحسن الوفاء من شعار أهل السنة ؛ ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة ترفع أعلام الهدى بكلمها ، وتخمد نار الشرك بنور هداية علمها وعلمها ، وتطهر أديم البسيطة من أرجاس الكفرة بالحدين من غربي صمصامها وقلمها ، وتروي كل قطر أصبح ماحلاً من قطري عدلها ونعمها ؛ ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الني كانت الزهادة ملاك أمره والملوك تحت وطأة أقدامه ، والملائكة يحفونه من حوله ومن أمامه ، ومعادن الذهب تعرض عليه فيساوى لديه لزهادته بين نضاره ورغامه ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تحاكي أرج الصبا وقد سرى عن خزامه ، وتضاهي فتيق المسك وقد تنفس عن ختامه ، مشفوعةً إلى يوم القيامة برضوانه وسلامه ؛ وبعد ، فإنه لما كان المقام العالي الملكي الفلاني هو الذي ربته الممالك في حجرها وليدا ، وخولته السلطنة الشريفة من نفائس ذخائرها طارفا وتليدا ؛ وبوأته من مراتب

الصفحة 121