كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 127 """"""
وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم : " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن " .
وقوله تعالى : " قل لو كان معه آلهةً كما يقولون إذاً لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا " .
وقوله تعالى : " وما اتخذ الله من ولدٍ وما كان معه من إلهٍ إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعضٍ سبحان الله عما يصفون " .
وقوله تعالى : " إن الذين يدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب " .
وقوله تعالى : " وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله " .
وقال تعالى في الدلالة على إثبات نبوة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون " ، فإنه ( صلى الله عليه وسلم ) كان يعرف في قريش بالصادق الأمين وقوله تعالى : " قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون " ولما بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " يا معشر قريش لو قلت لكم إن خيلا تطلع عليكم من هذا الجبل كنتم تصدقوني ؟ قالوا : نعم ؛ قال : فإني نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديد " فلما أقروا بصدقه خاطبهم بالإنذار ، ودعاهم إلا الإسلام . فهذه حججٌ من الكتاب والسنة لا جواب عنها .
ولما انتهى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم السقيفة أن الأنصار قالت : منا أميرٌ ومنكم أمير ؛ قال علي : فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أوصى بأن يحسن إلى محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم ؛ قالوا : وما في هذا من الحجة عليهم ؟ قال : لو كانت الإمارة فيهم لم تكن الوصية بهم .

الصفحة 127