كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 128 """"""
ولما قال الحباب بن المنذر في يوم السقيفة أيضاً : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ، إن شئتم كررناها جذعة ، منا أميرٌ ومنكم أمير ، فإن عمل المهاجري شيئا في الأنصاري رده عليه الأنصاري ، وإن عمل الأنصاري شيئاً في المهاجري سرده عليه المهاجري ؛ أراد عمر الكلام ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : على رسلك ، نحن المهاجرين أول الناس إسلاما ، وأوسطهم دارا ، وأكرم الناس حسبا ، وأحسنهم وجوها ، وأكثر الناس ولادةً في العرب ، وأمسهم رحما بالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، أسلمنا قبلكم ، وقدمنا في القرآن عليكم ، وأنتم إخواننا في الدين ، وشركاؤنا في الفيء ، وأنصارنا على العدو ، آويتم وواسيتم ، فجزاكم الله خيرا ، نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، لا تدين العرب إلا لهذا الحي من قريش . قالوا : قد رضينا وسلمنا .
قال بعض اليهود لعلي ؟ رضي الله عنه : ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم ؛ فقال : إنما اختلفنا عليه لا فيه ، ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم : " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهةٌ قال إنكم قومٌ تجهلون " . وقال حاطب بن أبي بلتعة : لما بعثني النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إلى المقوقس ملك الإسكندرية بكتابه ، أتيته وأبلغته الرسالة ، فضحك ثم قال : كتب إلي صاحبك يسألني أن أتبعه على دينه ، فما يمنعه إن كان نبيا أن يدعو الله فيسلط علي البحر فيغرقني فيكتفي مؤنتي ، ويأخذ ملكي ؟ قلت : ما منع عيسى عليه السلام إذ أخذته اليهود فربطوه في حبل ، وحلقوا وسط رأسه ، وجعلوا عليه إكليلا من شوك ، وحملوا خشبته

الصفحة 128