كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 130 """"""
وقيل : استعمل عتبة بن أبي سفيان رجلاً من أهله على الطائف ، فظلم رجلاً من أزد شنوءة ، فأتى الأزدي عتبة فقال :
أمرت من كان مظلوما ليأتيكم . . . فقد أتاكم غريب الدار مظلوم
ثم ذكر ظلامته ، فقال عتبة : إني أرى أعرابياً جافيا ، والله ما أحسبك تدري كم تصلي في اليوم والليلة ؛ فقال : إن أنبأتك ذلك تجعل لي عليك مسألة ؟ قال : نعم ؛ فقال الأعرابي :
إن الصلاة أربعٌ وأربع . . . ثم ثلاثٌ بعدهن أربع
ثم صلاة الفجر لا تضيع
قال : صدقت فاسأل ؛ فقال : كم فقار ظهرك ؟ فقال : لا أدري ؛ قال : أفتحكم بين الناس وأنت تجهل هذا من نفسك ؟ فأمر برد ظلامته عليه .
وقال الحجاج بن يوسف ليحيى بن سعيد بن العاصي : بلغني أنك تشبه إبليس في قبح وجهك ؛ قال : وما ينكر الأمير من أن يكون سيد الإنس يشبه سيد الجن ؟ .
وقال لسعيد بن جبير : اختر لنفسك أي قتلة شئت ؛ قال : اختر أنت فإن القصاص أمامك .
وحكى أبو حويطب بن عبد العزى بلغ عشرين ومائة سنة ، ستين في الجاهلية وستين في الإسلام ، فلما ولى مروان بن الحكم المدينة دخل عليه حويطب ، فقال له مروان : لقد تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث ؛

الصفحة 130