كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 131 """"""
فقال : والله لقد هممت بالإسلام غير مرة كل ذلك يعوقني أبوك عنه وينهاني ، ويقول : أتدع دين آبائك لدينٍ محدث ؟ أما أخبرك عثمان ما كان قد لقي من أبيك حين أسلم .
وقيل : لما ظفر الحجاج بابن الأشعث وأصحابه أمر بضرب أعناقهم ، حتى أتى على رجلٍ من تميم ، فقال التميمي : أيها الأمير ، والله لئن أسأنا في الذنب ما أحسنت في العقوبة ؛ فقال الحجاج : وكيف ذاك ؟ قال : لأن الله تعالى يقول : " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما مناً بعد وإما فداءً " فوالله ما مننت ولا فاديت ؛ فقال الحجاج : أف ؟ لهذه الجيف ، أما كان منهم من يحسن مثل هذا ؟ وأمر بإطلاق من بقي وعفا عنهم . وحكى أن الرشيد سأل موسى بن جعفرٍ فقال : لم قلتم إنا ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وجوزتم للناس أن ينسبوكم إليه ويقولوا : يا بني نبي الله وأنتم بنو علي ، وإنما ينسب الرجل إلى أبيه دون جده ؛ فقرأ : " ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس " وليس لعيسى أب ، وإنما لحق بذرية الأنبياء من قلب أمه ؛ وكذلك ألحقنا بذرية الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) من قبل أمنا فاطمة - عليها السلام - وأزيدك يا أمير المؤمنين ، قال الله تعالى : " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ولم يدع ( صلى الله عليه وسلم ) في مباهلة النصارى غير فاطمة والحسن والحسين ، وهما الأبناء .