كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 132 """"""
قيل : لما ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة استصغر الناس سنه ، فقال له رجل : كم سن القاضي - أعزه الله - ؟ فقال : سن عتاب بن أسيد حين ولاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قضاء مكة . فجعل جوابه احتجاجا .
قال يزيد بن عروة : لما مات كثيرٌ لم تتخلف بالمدينة امرأةٌ ولا رجلٌ عن جنازته ، وغلب النساء عليها ، وجعلن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن له ؛ فقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر : أفرجوا لي عن جنازة كثير لأرفعها ، فجعلنا ندفع النساء عنها ومحمد بن علي يقول : تنحين يا صويحبات يوسف ؛ فانتدبت له امرأةٌ منهن فقالت : يا ن رسول الله ، لقد صدقت ، إنا لصويحباته ، ولقد كنا له خيرا منكم له ؛ فقال أبو جعفر لبعض مواليه : احتفظ بها حتى تجيئني بها إذا انصرفت ؛ قال : فلما انصرف أتي بها وكأنها شررة النار ؛ فقال لها محمد بن علي : إيه ، أنت القائلة : إنكن ليوسف خيرٌ منا ؟ قالت : نعم ، تؤمنني غضبك يا بن رسول الله ؟ فقال : أنت آمنة من غضبي فأنبئيني ؛ فقالت : نحن دعوناه إلى اللدات من المطعم والمشرب والتمتع والتنعم ، وأنتم معاشر الرجال ألقيتموه في الجب وبعتموه بأبخس الأثمان ، وحبستموه في السجن ؛ فأينا كان عليه أحنى ، وبه أرأف ؟ فقال محمد : لله درك لن تغالب امرأةٌ إذا غلبت ؛ ثم قال لها : ألك بعلٌ ؟ فقالت : لي من الرجال من أنا بعله ؛ فقال أبو جعفر : ما أصدقك مثلك من تملك الرجل ولا يملكها ؛ فلما انصرفت قال رجل من القوم : هذه فلانة بنت معقب .