كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 133 """"""
وقال المأمون ليحيى بن أكثم : من الذي يقول :
قاضٍ يرى الحد في الزناء ولا . . . يرى على من يلوط من ياس
فقال : يا أمير المؤمنين ، هو الذي يقول :
شاهدنا يرتشى وحاكمنا . . . يلوط والراس شر ما راس
لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال . . . أمة والٍ من آل عباس
قال : ومن هو ؟ قال : أحمد بن أبي نعيم ؛ فأمر بنفيه إلى السند .
وحكي أن أهل الكوفة تظلموا إلى المأمون من عاملٍ ولاه عليهم ؛ فقال : ما علمت في عدد عمالي أعدل ولا أقوم بأمر الرعية ولا أعود بالرفق عليهم منه ؛ فقام رجل من القوم فقال : يا أمير المؤمنين ، ما أحدٌ أولى بالعدل والإنصاف منك ، فإذا كان الأمر على هذه الصفة فينبغي أن تعدل في ولايته بين أهل البلدان ، وتسوى بنا أهل الأمصار ، حتى يلحق أهل كل بلد من عدله وإنصافه مثل الذي لحقنا ، فإذا فعل أمير المؤمنين ذلك فلا يخصنا منه أكثر من ثلاث سنين ؛ فضحك المأمون وعزل العامل عنهم .
ولنصل هذا الفصل بذكر هفوات الأمجاد وكبوات الجياد - وقد رأيت بعض أهل الأدب ممن يستحق الأدب تعرض في هذا الفصل إلى ذكر قصص الأنبياء - صلوات الله عليهم - كآدم ويوسف وداود وسليمان فكرهت ذلك منه ، ونزهت كتابي عنه - قال الله تعالى : " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفورٌ حليمٌ " فكانت هذه هفوةً من المسلمين غفرها الله وعفا عنها .