كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 135 """"""
ومن سقطاته التي عدت عليه أن عمرو بن الأهتم دس إليه رجلا ليسفهه ، فقال له : يا أبا بحر ، من كان أبوك في قومه ؟ قال : كان من أوسطهم ، لم يسدهم ولم يتخلف عنهم ؛ فرجع إليه ثانية ، ففطن الأحنف إلى أنه من قبل عمرو ، فقال : ما كان مال أبيك ؟ قال : كانت له صرمة يمنح منها ويقرى ، ولم يكن أهتم سلاحا .
وقيل : إن الحسن سئل عن قوله تعالى : " قد جعل ربك تحتك سريا ؟ " فقال : إن كان لسريا ، وإن كان لكريما ؛ فقيل له : من هو ؟ قال : المسيح ؛ فقال له حميد بن عبد الرحمن : أعد نظرا ، إنما السري : الجدول ؛ فأنعم له ، وقال : يا حميد ، غلبنا عليك الأمراء .
ومات ولدٌ طفلٌ لسليمان بن علي ، فأتاه الناس بالبصرة يعزونه وفيهم شبيب بن شيبة وبكر بن حبيب السهمي ؛ فقال شبيب : أليس يقال : إن الطفل لا يزال محبنظئا بباب الجنة حتى يدخل أبواه ؟ فجاء بظاء معجمة ؛ فقال له بكر بن حبيب : محبنطئا ، بطاء مهملة ؛ فقال شبيب : إلا أن من بين لابتيها يعلم أن القول كما أقول ؛ فقال بكر : وخطأٌ ثانٍ ، ما للبصرة لابتان ، أذهبت إليه بالمدينة ؟ . من بين لابتيها : أي حرتيها .