كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 137 """"""
قال المدائني : كان رجل من ولد عبد الرحمن بن سمرة أراد الوثوب بالشام في زمن المهدي ، فأخذ وحمل إليه ، فلما مثل بين يديه اعتذر ، فرأى منه المهدي نبلا وفضلا ، فعفا عنه وخلطه بجلسائه ؛ ثم قال له يوما : أنشدني شيئاً من شعر زهير ، فأنشده قصيدته التي أولها : " لمن الديار بقنة الحجر " حتى أتى على آخرها ؛ فقال المهدي : مضى من يقول مثل هذا ؛ فقال السمري : وذهب والله من يقال فيه مثله ؛ فاستشاط المهدي غضبا ، وأمر أن يجر برجله ، وألا يؤذن له بعدها .
ولنختم ما ذكرناه من أمر كتابة الإنشاء بشيء من الحكم .
ذكر شيء من الحكم
قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " الحكمة ضالة المؤمن " . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لكل جوادٍ كبوه ، ولكل حكيمٍ هفوه ؛ ولكل نفسٍ ملة ، فاطلبوا لها طرائف الحكمة .
ومن الحديث النبوي - صلوات الله تعالى عليه وسلامه على قائله - مما يدخل في هذا الفصل قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : " كرم الرجل دينه ، ومروءته عقله ، وحسبه عمله " . " خير الأمور أوسطها " . " كل ؟ ميسرٌ لما خلق له " . " زر غبا تزدد حبا " . " الوحدة خيرٌ من قرين السوء " . " البركة في الحركة " . " صلوا أرحامكم ولو بالسلام " . " من كثر سواد قوم فهو منهم " . " ما قل وكفى خيرٌ مما كثر وألهى " . " ليس الغني عن كثرة العرص ، إنما الغني غني النفس " .