كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 138 """"""
وقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - : صنائع المعروف تقي مصارع السوء .
وقال علي بن أبي طالب : استغن عمن شئت فأنت نظيره ، واحتج إلى من شئت فأنت أسيره ، وأفضل على من شئت فأنت أميره .
قال بعض الشعراء :
وإذا ما الرجاء أسقط بين الن . . . اس فالناس كلهم أكفاء
وقال لقمان لابنه : ثلاثةٌ لا يعرفون إلا في ثلاثة مواضع : لا يعرف الحليم إلا وقت الغضب ، ولا الشجاع إلا في الحرب إذا لاقى الأقران ، ولا أخوك إلا عند حاجتك .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : أحبكم إلينا قبل أن نختبركم أحسنكم صمتا ، فإذا تكلم فأبينكم منطقا ، فإذا اختبرناكم فأحسنكم فعلا .
وفي رواية : أحبكم إلينا أحسنكم اسما ، فإذا رأيناكم فأجملكم منظرا ، فإذا اختبرناكم فأحسنكم مخبرا .
وخطب علي رضي الله عنه يوما فقال في خطبته : وأعجب ما في الإنسان قلبه ، له أمدادٌ من الحكمة ، وأضدادٌ من خلافها ، فإذا سنح له الرجاء هاج به الطمع ، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص ، وإن ملكه اليأس قتله الأسف ، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ ، وإن أسعد بالرضا نسي التحفظ ، وإن ناله الخوف شغله الحزن ، وإن أصابته مصيبةٌ قضمه الجزع ، وإن أفاد مالا أطغاه الغنى ، وإن عضته فاقةٌ شغله البلاء ، وإن جهده الجوع أقعده الضعف ، فكل تقصيرٍ به مضر ، وكل إفراطٍ له مفسد .
ومن كلامه - رضي الله عنه - : فرض الله تعالى الإيمان تطهيرا من الشرك ، والصلاة تنزيها عن الكبر ، والزكاة سببا للرزق ، والصيام ابتلاه لإخلاص الخلق ، والحج تقويةً للبدن ، والجهاد عزا ؟ للإسلام ، والأمر بالمعروف ومصلحةً للعوام ،