كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 140 """"""
الحسب بغير أدب ، ولا السرور بغير أمن ، ولا الغني بغير كفاية ، ولا الاجتهاد بغير توفيق .
وقالوا : المنظر يحتاج إلى القبول ، والحسب إلى الأدب ، والسرور إلى الأمن ، والقربى إلى المودة ، والمعرفة إلى التجارب ، والشرف إلى التواضع ، والنجدة إلى الجد . وقال علي رضي الله عنه : يغلب المقدار على التقدير ، حتى تكون الآفة في التدبير .
أخذه ابن الرومي فقال :
غلط الطبيب علي غلطة موردٍ . . . عجزت موارده عن الإصدار
والناس يلحون الطبيب وإنما . . . غلط الطبيب إصابة المقدار
وقال : إذا انقضت المده ، كان الهلاك في العده .
وقال القدماء : لا خير في القول إلا مع الفعل ، ولا في المنظر إلا مع المخبر ، ولا في المال إلا مع الجود ، ولا في الصديق إلا مع الوفاء ، ولا في الفقه إلا مع الورع ، ولا في الصدقة إلا مع حسن النية ، ولا في الحياة إلا مع الصحة ، ولا في السرور إلا مع الأمن .
قال بعض بني تميم : حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الكرم ، منع الحرم ؛ ما أقرب النقمة من أهل البغي لا خير في لذة تعقب ندما ؛ لن يهلك من قصد ، ولن يفتقر من زهد ؛ رب هزل قد عاد جدا ؛ من أمن الزمان خانه ، ومن تعظم عليه أهانه ؛ دعوا المزاح فإنه يؤرث الضغائن ؛ وخير القول ما صدقه الفعل ؛ احتملوا من أدل عليكم ، واقبلوا عذر من اعتذر إليكم ؛ أطع أخاك وإن عصاك ، وصله وإن جفاك ؛ أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك ؛ وإياكم ومشاورة النساء ؛ واعلم أن كفر النعمة لؤم ، وصحبة