كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 147 """"""
وترصيف ما صنفته ؛ وبدأت باشتقاق تسمية الديوان ، ولم سمي ديوانا ، ثم ذكرت ما تفرع من كتابة الديوان من أنواع الكتابات ، وأول ديوان وضع في الإسلام ، وسبب وضعه ، ثم ذكرت ما يحتاج إليه كل مباشر من كيفية المباشرة وأوضاعها ، وما استقرت عليه القواعد العرفية ، والقوانين الإصطلاحية ، وما يرفعه كل مباشر ويسترفعه ، والأوضاع الحسابية ، على ما ستقف إن شاء الله تعالى عليه ، وترجع فيما أشكل من أمورها إليه .
ذكر اشتقاق تسمية الديوان
ولم سمي ديوانا ومن سماه بذلك
قد اختلف في تسمية الديوان ديوانا على وجهين : أحدهما أن كسرى اطلع ذات يوم على كتاب ديوانه ، فرآهم يحسبون مع أنفسهم ، فقال : ديوانه : أي مجانين ؛ فسمى موضعهم بهذا الاسم ، ثم حذفت الهاء لكثرة الاستعمال تخفيفا للاسم ، فقيل : ديوان . والثاني أن الديوان بالفارسية اسمٌ للشياطين ، فسمي الكتاب باسمهم لحذقهم بالأمور ، ووقوفهم على الجلي والخفي ، وجميعهم لما شذ وتفرق ، واطلاعهم على ما قرب وبعد ، ثم سمى مكان جلوسهم باسمهم ، فقيل : ديوان . هذا ما قيل في تسميته على ما حكاه الماوردي في الأحكام السلطانية ؛ والله أعلم .
ذكر ما تفرع عن كتابة الديوان من أنواع الكتابات
هذه الكتابة تنقسم إلى أقسام ووظائف : أصولٍ وفروع ، وهي : مباشرة الجيوش ، ومباشرة الخزانة ، وبيت المال ، وأهراء الغلال ، ومباشرة البيوت ،

الصفحة 147