كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 148 """"""
ومباشرة الهلالى ، ومباشرة الجوالي ، ومباشرة الخراجى ، ومباشرة الأقصاب والمعاصر ومطابخ السكر ؛ ويحتاج مباشر كل وظيفة من هذه الوظائف إلى معرفة قواعد يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى ؛ ولنبدأ بذكر مباشرة الجيوش .
ذكر مباشرة ديوان الجيش وسبب وضع الدواوين وأول من وضعها في الإسلام
وديوان الجيش هو أول ديوان وضع في الإسلام ، وضعه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في خلافته ؛ وقيل : بل وضع في عهد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ويدل على ذلك أن البخاري - رحمه الله - ترجم على هذا بقوله : باب كتابة الإمام الناس ، قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائلٍ عن حذيفة : قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : " اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس ، فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل " وقد روى البخاري أيضاً بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : " جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا رسول الله ، إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا ، وامرأتي حاجة ؛ قال : ارجع فاحجج مع امرأتك " واختلف الناس في سبب وضعه في أيام عمر ، قال قوم : سببه أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قدم بمال من البحرين ، فقال له عمر رضي الله عنه : ماذا جئت به ؟ قال : خمسمائة ألف درهم ، فاستكثره عمر وقال : أتدري ما تقول ؟ قال : نعم ، مائة ألف خمس مرات ؛ فقال عمر : أطيبٌ هو ؟ فقال : لا أدري ؛ فصعد عمر رضي الله عنه المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، قد جاءنا مالٌ كثير ، فإن شئتم كلنا لكم كيلا ، وإن شئتم عددنا لكم عدا ؛ فقام إليه رجل