كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 149 """"""
فقال : يا أمير المؤمنين ، قد رأيت الأعاجم يدونون ديوانا لهم ، فدون أنت لنا ديوانا .
وقال آخرون : بل سببه أن عمر - رضي الله عنه - بعث بعثا وعنده الهرمزان ، فقال لعمر : هذا بعثٌ قد أعطيت أهله الأموال ، فإن تخلف رجلٌ منهم وأخل بمكانه فمن أين يعلم صاحبك ؟ فأثبت لهم ديوانا ؛ فسأله عن الديوان حتى فسره له . وروى عابد بن يحيى عن الحارث بن نفيل أن عمر رضي الله عنه استشار المسلمين في تدوين الدواوين ، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : تقسم في كل سنة ما اجتمع إليك من المال ولا تمسك منه شيئاً ؛ وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - : أرى مالا كثيرا يسع الناس ، وإن لم يحصوا حتى يعرف من أخذ ممن لم يأخذ خشيت أن ينتشر الأمر ؛ فقال خالد بن الوليد : قد كنت بالشأم فرأيت ملوكها دونوا ديوانا ، وجندوا جنودا ، فدون ديوانا ، وجند جنودا فأخذ بقوله ، ودعا عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم - وكانوا من كتاب قريش - فقال : اكتبوا الناس على منازلهم ، فبدءوا ببني هاشم فكتبوهم ، ثم أتبعوهم قوم أبي بكر ، ثم عمر وقومه ، وكتبوا القبائل ووضعوها على الخلافة ، ثم رفعوا ذلك إلى عمر رضي الله عنه ، فلما نظر فيه قال : لا ، ما وددت أنه كان هكذا ، ولكن ابدءوا بقرابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الأقرب فالأقرب ، حتى تضعوا عمر حيث وضعه الله ؛ فشكره العباس رضي الله عنه على ذلك ؛ وكان ذلك في المحرم سنة عشرين من الهجرة ، وقيل في

الصفحة 149