كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 15 """"""
الشوك عن طريق اليد إلى جناه ؛ والجار إلى هذا التاريخ ما اندفع جوره ، ولا أدرك غوره ؛ يعد لسانه ما تخلف يده ، ويدعى يومه ما يكذبه فيه غده ؛ وأنا على انتظار عواقب الجائرين ، وقد عرف الغيظ مني ألفاظاً مجهولةً ما كنت أسمح بأن أعرفها ، وكشف مستورا من أسباب الحرج ما يسرني أن أكشفها " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم : وأسوأ خلقاً من السيئ الخلق من أحوجه إلى سوء الخلق ؛ وما ذكرت هذا ليذكر ، ولا طويت الكتاب عليه لينشر ، والسر عند سيدنا ميتٌ وهو يقضي حقه بأن يقبر . وكتب : أدام الله أيام المجلس وخصه من لطفه بأوفر نصيب ، ومنحه من السعادة كل عجيب وغريب ، وأراه ما يكون عنه بعيداً مما يؤمله أقرب من كل قريب - الخادم يخدم وينهى وصول كتابٍ كريمٍ تفجرت فيه ينابيع البلاغه ، وتبرعت له بالحكم أيدي البراعه ؛ وجاد منه بسماءٍ مزينةٍ بزينةٍ الكواكب ، وهطل منها لأوليائه كل صوبٍ ولأعدائه كل شهابٍ واصب ، وتجلى فما الغيد الكواعب ؛ وما العقود في الترائب ، وتفرق منه جيش الهم فانظر ما تفعل الكتب من الكتائب ؛ وما ورد إلا والقلب إلى مورده شديد الظما ، وما كحل به إلا ناظره الذي عشى عن الهدى وقرب من العمى ؛ وما نار إبراهيم بأعظم من نوره ، ولا سروره - ( صلى الله عليه وسلم ) - حين نجا أعظم يوم وصوله من سروره ؛ فحيا الله هذه اليد الكريمة التي تنهل بالأنوار وتجزل سوابغ النعماء ؛ وتعطي أفضل عطاءٍ يسرها في القيامه ، وتحوز به أفضل أنواع الكرامه ؛ فأما شوقه لعبده فالمولى - أبقاه الله - قد أوتي فصاحة لسان ، وسحب ذيل العي على سحبان ؛ ولو أن للخادم لساناً موات ، وقلباً يقال له هي هات ؛ لقال ما عنده ، وأذكر عهده ووده ؛ وباح بأشواقه ، وذم الزمن على

الصفحة 15