كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 151 """"""
صالحا مكانه ، فذكر له ما جرى بينه وبين زاذان فروخ فأمره أن ينقله ، فأجابه إلى ذلك وأجله فيه أجلا حتى نقله إلى العربية ، فلما عرف مردانشاه بن زاذان فروخ ذلك بذل له مائة ألف درهم ليظهر للحجاج العجز عنه ، فلم يفعل ؛ فقال له : قطع الله أصلك من الدنيا كما قطعت أصل الفارسية .
وكان عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان يقول : لله در صالح ما أعظم منته على الكتاب .
هذا ما حكي في ابتداء نقل الدواوين ، فلنرجع إلى الجيش وما يحتاج إليه مباشره .
ذكر ما يحتاج إليه كاتب الجيش على ما استقر في زماننا هذا من المصطلح
يحتاج كاتب الجيش إلى أن يرصع أسماء أرباب الإقطاعات والنقود والمكيلات من الأمراء على اختلاف طبقاتهم ، والمماليك السلطانية ، وأجناد الحلقة ، وأمراء التركمان والعربان ؛ ويضع لذلك جريدة مقفاةً على حروف المعجم يثبت فيها أسماءهم ، ويذكر الاسم وابتداء إمرته أو جنديته في أي سنة كانت من السنين الهلالية لاستقبال ما يكتب من مغل السنة الخراجية ، وعمن انتقل إليه الإقطاع ؛ ويرمز قبالة كل اسمٍ إلى عبرة إقطاعه رمزا لا تصريحا ، ويشير في جندي الحلقة إلى مقدمه ، ويعين في اسم التركماني أو البدوي ما قدمه إلى الإصطبلات السلطانية والمناخات من الخيل والجمال ، وفي عربان مصر المقرر عليهم في مقابلة الإقطاعات من التقادم ، وإقامة خيل البريد في المراكز ، وغير ذلك من نقل الغلال ، وما هو مقررٌ عليهم في ابتداء أمرهم عند خروج الإقطاعات بأسمائهم ، وغير ذلك على جاري العادة ، فإن انتقل أحدٌ منهم من إقطاع إلى غيره في ذلك العمل بعينه وضع تحت إقطاعه الأول ما صورته : ثم انتقل إلى غيره بمقتضى منشورٍ تاريخه كذا عن فلان المنتقل إلى غيره ، أو

الصفحة 151