كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 152 """"""
المتوفى ، أو المفارق ، أو غير ذلك ؛ فإن كان على سياقته في إقطاعه الأول قال : على سياقته ؛ وضبط تاريخ الأول ، وإن كان لاستقبال مغل ؟ أو شيءٍ من مغل ؟ ميزه ، واحتاج إلى محاسبة رب الإقطاع على إقطاعه الأول ؛ والمحاسبات غالبا إنما تقع بعد وفاة الأمير أو الجندي ، أو انفصاله بوجه من وجوه الانفصالات ، وأما ما دام في الخدمة فهي يتلو بعضها بعضا ؛ وصورة المحاسبة أن يقيم تاريخ منشوره إلى تاريخ انفصاله أو نقلته ، ويعقد على ذلك جملةً ، ويوجب له عن نظير خدمته استحقاقا ، وينظر إلى ما قبضه من المغلات فيجمعها ، فإن كان قبضه نظير خدمته فلا شيء له ولا عليه ، وإن زاد قبضه على مدة خدمته استعاد منه ما زاد بنسبته ، وإن كانت خدمته أكثر من قبضه أفرج له عن نظير ما فضل له ؛ ومن العادة في غالب الأوقات أن يسقط من استحقاق أرباب الإقطاعات في كل سنة أحد عشر يوما وربع يوم ، وهي التفاوت بين السنة الشمسية والقمرية ، ويبرز له ما بقي ويعطيه المثل من نسبة البارز ، وقد سومح بذلك في بعض الأوقات دون بعض ؛ وهذه الجريدة تسمى الجريدة الجيشية .
ويحتاج إلى بسط جريدة إقطاع صورتها : أنه يرصع الأعمال كل عمل وبلاده وضياعه وكفوره وقراه وجزائره وجروفه وجهات الهلالى والجوالى ، وغير ذلك من معالمه وحدوده والجهات المستظهر بها والبذول ، وسائر ما هو متعلق بذلك المكان ؛ ويذكر عبرة البلد الجيشية ، وما استقر عليه حال متحصلها أخيرا ، وإن كان بالشأم ذكر العبرة الجيشية ومتحصل البلد لثلاث سنين : مبقلة ومتوسطةٍ ومجدبة ، ثم يشطب قبالة كل جهة أسماء مقطعيها ، وما هو باسم كل واحد منهم ، ليتحرر له بذلك هل استوعب الإقطاع جملة النواحي والجهات ، ويتميز بشطبه لوقته في موضعه لئلا يدخل عليه الوهم والاختلاف .

الصفحة 152