كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 158 """"""
ذلك ، ويكتب به حوطةً جيشية يضمنها اسم رب الإقطاع المتصل ونواحي إقطاعه ونقده ومكيله إن كان ، ويعين استقبال الحوطة ، ويميز ما استحقه الديوان من المغل ، وتصدر إلى ديوان التصرف بعد شمولها بالعلامة وثبوتها ، ويطالب المستوفي بكتابة رجعة بوصول ذلك إليه ليتبرأ من عهدته ، ويلزم المثبتون التعريف بذلك وإضافة ما يتحصل منه ، فإن أخر كاتب الجيش إصدار الحوطات إلى ديوان التصرف حتى يفوت الزمن الذي مكن فيه تحصيل ما فيها ، كان تحت دركه وتبعته ؛ والله أعلم . ويحتاج مباشر الجيش إلى مراجعة جرائده : الجيشية والإقطاعية وأوراق العدة في كل وقت من غير احتياج إلى كشف ، لتكون على خاطره أسماء الجند ونواحي إقطاعهم ، فإنه بصدد أن يسأل عن شيء من ذلك بين يدي ملك أو نائب ، فإن أخر الجواب بالجملة إلى أن يكشف عنه ربما ينسب إلى عجز فيتعين أن يكون على خاطره من جليات الأحوال ما يجيب به في المجلس على الفور ، ولا يتأتى له ذلك إلا بمراجعة حسابه ومداومة النظر فيه ، والناظر إلى ذلك أحوج من غيره من المباشرين ، لأنه المسؤول والمخاطب في غالب الأوقات ؛ والله أعلم بالصواب .
ويحتاج أيضا إلى معرفة الحلى واختلافها على ما نذكره في فصل الوراقة ، ولا بد له من معرفة الأوضاع التي اصطلح عليها كتاب الجيوش في كتابة الحلى من الاختصار ؛ فهذه أمورٌ كليةٌ لا بد لمباشر الجيش من معرفتها وإتقانها .
ويتجنب مباشر الجيش أن يرقم بقلمه عدة جيش تصريحا ، لما يتعين من إخفاء عدته وذكر تكثيره ، فإنه إن وضع ذلك بقلمه لا يأمن من الاطلاع عليه فيشيع ويذيع ، وقد يتصل بالعدو والمعاند والمناوئ فيترتب عليه من الفساد ما يترتب وهذا بابٌ