كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 163 """"""
قبالة كل اسم ما صرفه له على مقتضى عادته إما نقدا من بيت المال ، أو حوالة تفرع على جهة تكون مقررة له في توقيعه ، ويوصل إلى تلك الجهة ما فرعه عليها ، وكذلك إذا أحال رب استحقاق غير ثمن مبيع أو غيره على جهةٍ عادتها تحمل إلى بيت المال سوغ ذلك المال في بيت المال ، وأوصله إلى تلك الجهة ، والتسويغ في بيت المال هو نظير المجرى ؛ وإذا وصل إليه استدعاءٌ من جهة من الجهات أو وصولٌ وضعه في جريدته ، وخصمه بما يقبضه لربه ، ويشهد عليه بما يقبضه ، ويورد جميع ذلك في تعليق المياومة .
وأما مباشر أهراء الغلال - فمبني ؟ أمره أيضا على ضبط ما يصل إليه ، وما يصرف من حاصله ؛ ويحتاج في مبدإ مباشرته إلى تحرير ما انساق من حواصل الغلال بأصنافها ، وإن أمكنه تمييز ذلك بينه ، ويكون أتقن لعمله ؛ ثم يبسط جريدة يرصع فيها أسماء نواحي الخاص السلطاني التي تصل الغلال منها إلى الأهراء فإذا جاءته رسالة من جهة من تلك الجهات وضعها تحت اسم الجهة وعبر ما وصل قرينها ، فإن صح صحتها كتب لتلك الجهة رجعةً بالصحة ، وإن نقص فلا يخلو : إما أن يكون المركب أو الظهر الذي حمل ذلك الصنف قد سفر من ديوان الأصل أو سفره مباشر العمل من جهته ، فإذا كان قد سفر من ديوان التسفيرات طالب مباشر الأهراء مقدم رجال المركب والأمين المسفر عليه بالعجز ، وألزمهما بحمله ، فإن كان قد سفر من الأعمال كان درك ذلك على من سفره ، ومباشر الأهراء بالخيار بين أن يطالب محضر الغلة بالعجز ، أو يرجع على مباشر العمل به ، ويكون مباشر العمل هو المطالب لمن سفره ، والأولى طلب محضر الغلة ، فإنه إذا أطلقه ورجع إلى المباشر الذي سفره فقد يعود إلى العمل وقد لا يعود ، فإن لم يعد كان مباشر الأهراء قد أضر بمباشر العمل ، لأنه ألزمه الغرم مع قدرته وتمكنه من استرجاعه ممن عدا عليه ، ويكون هو أيضا ممن شارك في التفريط ؛ وإن وصلت إليه الغلة متغيرةً تغيرا ظهر له منها أنها خلطت بغيرها ، إما بوصول عين تلك الغلة إليه ، أو بقرينة الحال التي يعلم

الصفحة 163