كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 164 """"""
منها أن تلك الغلة لا يوجد مثلها من فلاح ، ولا يعتد بها من خراج السلطنة لظهور غلثها ، أو وصلت إليه الغلة مبلولةً بللا ظاهرا لتزيد عند الكيل وتتميز نظير ما أخذ منها ، فله أن يعمل لذلك معدلا ، وهو أن يكيل منها جزءا معلوما ويغربله حتى يصير مثل العين التي عنده ، أو بتجفيف ذلك حتى يعود إلى حالته الأولى ، ويحرر العجز على هذا الحكم ، ويطالب به محضر الغلة ؛ وينبغي له أن يبدأ بصرف ما وصل إليه من الغلال المبلولة ولا يخلطها بغيرها ، فإنها بعد بللها لا تحمل طول البقاء ؛ هذا ما يعتمده في القبض .
وأما في المصروف ، فإن كان لصاحب جرايةٍ أو صلةٍ أو إنعامٍ أو تقاٍ لفلاح صرف ذلك من عرض حاصله ، ويراعى في صرف التقاوي أن تكون من أطيب الغلال وأفضلها ، لأنه يجنى ثمرة ذلك عند استيفاء الخراج ؛ وإن كان ما يصرفه مما ينقله إلى الطواحين برسم المخابز ، أو للإسطبلات والمناخات برسم العليق غربله ، وحرر نقصه ، وأورده في جامعته من الفذلكة واستقرار الجملة ؛ ومباشرة الأهراء مناسبةٌ في أوضاعها لمباشرة بيت المال .
ذكر مباشرة البيوت السلطانية
وهي الحوائج خاناه ، والشراب خاناه ، والطشت خاناه ، والفراش خاناه ، والسلاح خاناه ؛ وأمر البيوت معذوق بأستاذ الدار .
فيحتاج مباشر الحوائج خاناه إلى أمور : منها ما يحتاج إليه من راتب السماط العام والطارئ - وهو الطعام الثاني الذي يمد بعد قيام السلطان من المجلس العام ، ويأكله خواص الملك ومن يحضره بين يدي السلطان ، وهو أخص من السماط الأول - وطارئ الطارئ وهو الطعام الثالث الذي يمد بعد رفع الطارئ ، ومنه يأكل الملك وخواصه ، وقد يأكل السلطان من الطارئ الذي قبله ؛ فيحرر ما يحتاج إليه من لحوم