كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 165 """"""
وتوابل وخضراواتٍ وأبازير وتحالٍ وقلوبٍ وطيبٍ وبخور وأحطاب وغير ذلك ؛ ولذلك عندهم معدلٌ قد عرفوه فلا يتجاوزه ، فإنه إن صرف زيادةً عنه بغير سبب ظاهر خرج عنه وكان تحت دركه . ومنها معرفة مقادير الأسمطة في أوقات المهمات والأعياد ليجري الأمر فيها على العادة ، ولا يتجاوزها إلا بمرسوم .
ومنها تعاهد أسماء الحوائج خاناه ، فيستدعى ما يراه قد قل عنده منها قبل نفاده بوقت يمكن فيه تحصيله ، فإن أخر طلب ذلك إلى أن ينفد ، أو طلبه في وقت ولم يبق عنده منه ما يكفيه إلى أن يأتيه ذلك الصنف من بلد آخر كان المباشر تحت درك إهماله ، ومتى طلب ذلك في وقته وطالع ولي الأمر به فقد خلص من عهدته .
ويحتاج إلى بسط أسماء من يعامل بالحوائج خاناه من قصاب وحيواني ؟ وطيوري ؟ وغيرهم ، ويحصر لكل ؟ منهم ما أحضره في كل يوم ، فإذا اجتمع له من ذلك ما يقتضى محاسبته جرد له محاسبةً ضم فيها كل صنف إلى صنفه وثمنه ، إما بتعريف الحسبة ، أو بعادة استقرت له ، وأحاله بمبلغ ما وجب له على بيت المال ، أو استدعى من بيت المال ما ينفق منه وأشهد عليه بقبض ذلك .
ويحتاج أيضا إلى بسط أسماء أرباب الرواتب السلطانية وأرباب الصلات ، وما لكل ؟ منهم في كل يوم ، وخصمه بقبوضهم مياومة أو مشاهرة ، صنفا أو حوالة ؛ ويراعى حال من مرض من المماليك السلطانية ونقل من اللحم إلى المزاوير أو المساليق فيقطع مرتبه من اللحم في مدة مرضه ، ونظير ذلك من التوابل في مدة مرضه .

الصفحة 165