كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 166 """"""
ويحتاج إلى معرفة عادات الرسل الواردين ، والأضياف المترددين ، ومرتب الصدقة في شهر رمضان ، وعادات الأضاحي والصلات في عيد النحر ، فيجري الأمر على حكم العادة ؛ وبضبط جميع ما يصل إليه من ديوان المتجر ومطابخ السكر وغيرها ، ويكتب لهم بما يحملونه إليه من الأصناف ؛ ويضبط أيضا ما استقر في كل ليلة من الوقود من شمع وزيت ، ويصرف على ما استقر عنده ، وإذا سلم شمع الوقود إلى الطشتدارية وزنه عليهم ، وعبره عند إعادته في بكرة النهار ليتميز له النقص ؛ ويضبط غير ذلك مما يصل إليه وينزل عنده من عادات من قنع وتبتل ، وغير ذلك من جميع ما يرد وما يرتب ويزاد ويقطع .
وأما الشراب خاناه - وهي بيت يشتمل على أنواع المشروب من المياه على اختلافها ، والسكر والأشربة والدرياقات والسفوفات والمعاجين والأقراص والأقسما والفقاع والبلح والأبقال والحلويات والجوارشات والفواكه ، وما يجري هذا المجرى ؛ وأمر هذا البيت الخاص معذوق بأمير مجلس ، والعام بأستاذ الدار ؛ فيحتاج مباشر هذه الوظيفة إلى ضبط ما يصل إليه من جميع هذه الأصناف ، وما يستعمله من ذلك في عقد الأشربة والحلويات ، وما يعقد للمشروب وما يصرفه من ذلك ، ومعرفة عادات الأسمطة والطوارئ والرواتب المقررة في كل يوم ، فيجري الأمر فيها على العادة المستقرة ، وما يستدعيه السلطان على حسب الاتفاق ، وما يصرف للمرضى من المماليك السلطانية من أنواع الأشربة والمعاجين وغيرها بمقتضى أوراق الأطباء ؛ هذا ما يعتمده عليه مباشرها والله أعلم .