كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 169 """"""
بالعوامل ، والراكبة على المياه المستمرة الجريان ، لا الطواحين التي تدور بالمياه الشتوية في بعض نواحي الشام ، فإنها تجري مجرى الخراجي ، وسنذكر ذلك إن شاء الله في موضعه ؛ ومما نورد في أبواب الهلالي عداد الأغنام والمواشي ، ومن الهوائي الجهات الهلالية المضمونة والمحلولة ؛ والذي يعتمد عليه مباشره أن يتخير لكل جهةٍ من يستأجرها بقيمتها ، وما لعله يتعين من الحيطة ، ويلزم المستأجر بكتابة إجارةٍ شرعيةٍ لمدةٍ معلومةٍ بأجرة معينة ؛ ويخلدها في ديوانه ؛ وغن كانت الجهة هوائيةً ألزم ضامنها بكتابة حجة بمبلغ الضمان ، وطالبه بمن يكفله من الضمان الأملئاء القادرين بالمال في الذمة ، فإن تعذر فبالوجه ؛ فإذا خلدت الحجة عنده كتب له من ديوانه تقريرا عين له فيه استقبال مدة ضمانه ، ومبلغ الضمان وأقساطه مبسوطةً أو منجمة ، ويذكر فيه ما يستأديه من رسوم تلك الجهة علة ما تشهد به الضرائب المخلدة في الديوان ، وسلم إليه ؛ فإذا تكاملت عنده إجارات الأملاك وحجج الضمان بسط على ذلك جريدةً يشرح فيها الجهة ، واسم مستأجرها أو ضامنها ، واستقبال مدة إيجاره أو ضمانه ، ومبلغ الأجرة أو الضمان في السنة والشهر واليوم ؛ وإنما ذكرنا اليوم لما يتحصل من أقساط أيام سلوخ الشهور الناقصة ، ولما كانت العادة جاريةً به من استخراج قسط يوم التعديل من سائر ضمان الجهات الهوائية ، وهو قسط يومٍ واحدٍ في سلخ ثلاث سنين يؤخذ من الضمان خالصا للديوان زيادةً على الأقساط ، وهذا يستأدى في بعض أقاليم الشأم ؛ وإنما أوردناه خشية الإخلال به ؛ ويكون بسطه لذلك في يمنة القائمة إلى الشطر المكسور المعتاد الذي يتخلله خيط الجريدة ؛ فإن اتفق في جهةٍ زيادةٌ في أثناء السنة قررها في تعليق المياومة ، ووضعها في الجريدة بما صورته : ثم استقرت باسم فلانٍ لاستقبال التاريخ الفلاني بكذا وكذا ، العبرة كذا ، والزيادة كذا ؛ ويحاسب المستأجر أو الضامن المنفصل عما استحق عليه إلى حين