كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
بعيدٌ قريبٌ منكم بضميره . . . يراكم إذا ما لم تروه بفكره
ترحل عنكم جسمه دون قلبه . . . وفارقكم في جهره دون سره
إذا ما خلت منكم مجالس وده . . . فقد عمرت منكم مجالس شكره
فيل ليل لا تجلب عليهم بظلمة . . . وطلعة بدر الدين طلعة بدره
ونسأل الله تعالى أن يمن بقربه ورحاب الآمال فسائح ، وركاب الهموم طلائح والزمن المناظر بالقرب مسامح ؛ هنالك تطلق أعنة الآمال الحوابس ، ويهتز مخضراً من السعود عودٌ يابس
وما أنا من أن يجمع الله شملنا . . . بأحسن ما كنا عليه بآيس
وقد كان الواجب تقديم عتبه ، على تأخير كتبه ؛ ولكنه خاف أن يجنى ذنباً عظيماً ويؤلم قلباً كريماً
ولست براضٍ من خليل بنائلٍ . . . قليلٍ ولا راضٍ له بقليل
وحاشى جلاله من الإخلال بعهود الوفاء ، ومن انحلال عقود الصفاء ، وما عهدت عزمه القوى في حلبة الشوق إلا من الضعفاء ، وحاشية خلقه إلا أرق من مدامع غرماء الجفاء
من لم يبيت والبين يصدع قلبه . . . لم يدر كيف تقلقل الأحشاء
وكتب أيضاً في مثل ذلك : كتب مملوك المولى الأجل عن شوقٍ قدح الدمع من الجفون شرارا ، وأجرى من سيل الماء نارا ، واستطال واستطار فما توارى أوارا ، ووجدٍ على تذكر الأيام التي عذبت قصارا ، والليالي التي طابت فكأنما خلقت جميعها أسحارا وبي غمرةٌ للشوق من بعد غمرةٍ . . . أخوض بها ماء الجفون غمارا

الصفحة 17