كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 177 """"""
وأول ما ضربت الجزية وجعلت على الرؤوس في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكانت قبل ذلك تحمل قطائع ؛ واختلف : هل استأداها سلفا أو عند انقضاء الحول .
وأما ما اصطلح عليه كتاب التصرف في زماننا هذا من استخرجها وموضع إيرادها في حسباناتهم ، فهم يستخرجونها سلفا وتعجيلا في غرة السنة ، وفي بعض الأقاليم تستخرج قبل دخول السنة بشهر أو شهرين ؛ وتورد في الحسبانات قلما مستقلا بذاته ، بعد الهلالي وقبل الخراجي ، وسبب تأخيرها عن الهلالي أنها تستأدى مسانهةً ، وسبب تقدمها على الخراجي ما ورد من وجوبها مشاهرةً على الأشهر من أقوال الفقهاء ؛ وقد تقدم ذكر الحكم فيمن أسلم أو مات في أثناء الحول ، وأنه لا يلزمه منها إلا بقدر ما مضى من السنة قبل إسلامه أو وفاته ، فلذلك وردت بين الهلالي والخراجي . وأما نسبتها في الإقطاعات الجيشية عند خروج إقطاعٍ ودخول آخر فإنها تجري مجرى المال الهلالي ، لأنها تستخرج على حكم شهور السنة الهلالية دون الشمسية ؛ فإن تعجلها مقطعٌ في غرة السنة على العادة وخرج الإقطاع عنه في أثنائها بوفاةٍ أو نقلة إلى غيره استحق منها نظير ما مضى من شهور السنة إلى حين انتقاله ، لا على حكم ما استحق من المغل ؛ ويستحق المتصل من استقبال تاريخ منشوره كعادة النقود ؛ وإن تخلل بين المنفصل والمتصل مدةٌ كان قسطها للديوان ، يرد في جملة المحلولات من الإقطاعات .
وأما ما يلزم مباشر الجوالي وما يحتاج إلى عمله ، فالذي يلزمه أن يبسط جريدةً على أسماء الذمة بمقتضى الضريبة المرفوعة إليه ، أو الكشف الذي كشفه إن كان العمل مفتوحا أو مستجدا ، يبدأ فيها بذكر أسماء اليهود ، ويثنى بالسامرة لأنهم

الصفحة 177