كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 179 """"""
قبل فذلكة الواصل في الرقاع - على ما نبينه إن شاء الله في الأوضاع الحسابية - ويكون ما على النازحين موقوفا إلى أن يتحرى أمرهم ؛ فإن عاد أحدٌ منهم إلى ذلك الإقليم ولم يكن قد قام بالجزية في بلد آخر استخرجت منه ، ووردت في باب المضاف في حساب السنة ، وإن كان قد قام بالجزية في بلد آخر وأحضر وصول مباشر تلك الجهة بما اعتد له به عن تلك السنة ، نقل مبلغ الوصول على تلك الجهة التي حضر وصولها قربت أو بعدت ، واستشهد في حسابه بمقتضى الوصول ؛ وكلتا الطريقتين سائغةٌ عند الكتاب ؛ وأما النوابت والطوارئ فإنها ترد في باب المضاف باتفاق الكتاب في أول سنة ، وتستقر أصلا في السنة التي تليها وما بعدها ؛ ويحتاج المباشر إلى تفقد أحوال النوابت في كل مدة لاحتمال بلوغ صبي ؟ في أثناء الحول ، واختبار ذلك بأمور شرعية واصطلاحية : أما الشرعية فبإنبات الشعر الخشن ، أو بكمال خمس عشرة سنة ؛ وأما الاصطلاحية فبانفراق راس الأنف ، وغلظ الصوت ، وبظهور شيء على حلمة الثدي من باطنة كالترمسة ، وبأن يدار خيطٌ على عنق الصبي مرتين تحريرا ، ثم يوضع طرف الخيط بين أسنانه وتدخل أنشوطةٌ في رأسه ، فإن دخلت دل ذلك على بلوغه ، وإلا فلا ؛ واصطلح بعض مباشري الجوالي في بعض الأقاليم على إلزام عرفاء الذمة بالمطالعة بكل صبي ؟ يولد لوقته ، وبمن هلك منهم ، ويرصع أسماءهم في جريدة مفردةٍ بهم ، فمن بلغ عمره ثلاث عشرة سنةً استخرج منه الجزية سواء ظهرت أمارات بلوغه أم لا ، ويلازم المباشر الكشف والتنقيب عمن لعله أخفي من الرواتب ، أو استجد من الطوارئ والنوابت ولم يرد الدفع ، فمن ظهر له أمره استخرج الجالية منه لاستقبال وجوبها عليه ، ويقابل من أخفاه بالإهانة والنكال ؛ والمباشرة تظهر ما لا تحيط به الكتب ؛ هذا ما يتعلق بالجوالي ، فلنذكر الخراجي - إن شاء الله تعالى - .

الصفحة 179