كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 181 """"""
أراضيه ، وليس ذلك إلا في بعض إقليم الفيوم ؛ فسبحان من بيده الخلق والأمر القادر على كل شيء ، والمدبر لكل شيء ، سبحانه وتعالى لا إله إلا هو . والذي يحتاج إليه مباشر الخراج بمصر ويعتمد عليه في مباشرته أنه إذا شمل الري أرض الجهة التي يباشرها أن يبدأ بإلزام خولة البلاد برفع قوانين الري ، وصورتها أن يكتب في صدر القانون ما مثاله : قانونٌ رفعه كل واحدٍ من فلان وفلان الخولة والمشايخ بالناحية الفلانية ، بما شمله الري وعلاه النيل المبارك من أراضي الناحية لسنة كذا وكذا الخراجية ، وهو من الفدن ؛ ويذكرون جملة قانون البلد ، ويفصلونه بالري والشراقي ، فالري : ما شمله النيل . والشراقي : ما لم يشمله ؛ وللري تفصيل : منه ما هو نقاء ، ومنه ما هو مزروعٌ ، وخرسٌ ، وغالب ، ومستبحر ؛ ويفصل بقبائله ، ويشرح في كل قبالة هذا التفصيل ؛ والنقاء : هو الطين السواد الذي يصلح للزراعة وينبت فيه إذا لم يزرع الكلأ الصالح للرعي ، ويسمى نباته بصعيد مصر : الكتيح ، وهو نباتٌ تستغني به الخيل والدواب والماشية عن البرسيم . وأما المزروع : فهو ما عادته أن يزرع في كل سنة . وأما الخرس : فهو الأرض التي تنبت فيها الحلفاء ، فلا تزرع إلا بعد قلعها منها وتنظيفها ، وقطيعته دون قطيعة النقاء . وأما الغالب : فهو ما غلبت على أرضه الحلفاء وتكاثفت فلا تقلع إلا بكلفة ، وقطيعته دون قطيعة الخرس ، وقلما يزرع ، وأكثر ما يكون الخرس والغالب ببلاد الصعيد الأعلى لسعتها ، وكثرة أرضها ، وتعطيلها من

الصفحة 181