كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 182 """"""
الزراعة سنةً بعد أخرى . وأما المستبحر : فهو أراضي الخلجان المشتغلة التي تستمر المياه فيها إلى أن يفوت زمن الزراعة ، فمناه ما يبور ، ومنها ما يزرع مقاثئ ، وقطيعته متوسطة ، وتكون غالبا بالدراهم دون الغلة . وعندهم أيضا الترطيب : وهو الذي تخللت المياه باطن أرضه شبه النز ولم تعلها ، ولا تصلح لغير المقاثئ ، فإذا رفع إلى المباشر قانون الري أشهد فيه على رافعيه بأن الأمر على ما تضمنه ؛ ثم ينظر المباشر إلى سنة يكون نيلها نظير نيل تلك السنة ، ويبرز الكشوف ، ويحضر البلد على الفلاحين القرارية نظير ما حضروه في السنة الموافق نيلها لنيل تلك السنة الحاضرة ، ويشهد على كل مزارعٍ بما يسجله من أراضي كل قبالة وقطيعتها المستقرة ، ويعين منها ما هو بحقوق وما هو بغير حقوق ، والحقوق : دراهم يقوم بها المزارع عن كل فدان غير الغلة ، وتكون من أربعة دراهم إلى درهمين ، والغلة بحسب قطيعة الأرض وعادتها ، وأكثر ما عرف من الخراج عن كل فدان - وهو أربعمائة قصبة بالقصبة الحاكمية ، والقصبة ستة أذرعٍ وثلثا ذراع بذراع القماش - ثلاثة أرادب ، وهذه الأرض جزيرةٌ بالأقصر من أعمال قوص ، وأقل ما علمناه من القطيعة عن كل فدان سدس إردب ، وهي في الأراضي التي غلبت عليها الأخراس وقل الانتفاع بها ، فهي تسجل بهذه القطيعة عليها ، وتنصلح في المستقبل ؛ وأما الأراضي التي تسجل بالدراهم فأكثر ما علمناه بأراضي الجيزية قبالة فسطاط مصر عن كل فدان مائتان وخمسون درهما ، وهو كثير في أراضيها وسجل في بعض السنين ثلاثة أفدنة بألف درهم ، ولم تستقر هذه القطيعة ، وهذه الأراضي تزرع غالبا كتانا ؛ فإذا تكامل تحضير البلد على

الصفحة 182