كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 183 """"""
المزارعين القرارية والطوارئ نظم المباشر أوراقا بجملة ما اشتمل عليه التحضير مفصلةً بالأسماء والقبائل والجزائر والجروف ، وتكتب عليها الشهود الذين حضر البلد بحضورهم ، ثم يصرف لكل مزارع ما جرت العادة به من التقاوي بحسب ما يسجله ، ويكون ما يصرفه من التقاوي من أطيب الغلال وأفضلها وأنصعها ، ثم يبسط جريدةً على أوراق السجلات يشرح فيها اسم كل فلاح وما يسجله من الفدن ، ويفصل ذلك بقبائله وجهاته وقطائعه ؛ فإذا نبت الزرع واستوى على سوقه ندب عند ذلك من يباشر مساحة الأراضي : من شاد ؟ وعدولٍ ذوي خبرة بعلم المساحة ، وكاتبٍ عارفٍ خبيرٍ أمين ، وقصابين : وهم الذين يقيسون الأراضي بالأحكام الحاكمية المحررة ؛ فيمسحون الأراضي المزروعة بأسماء أربابها وقبائلها ، ويعينون أصناف المزروعات بها ، ويكون مباشرو المساحة قد بسطوا أيضا سجلات التحضير ، فإذا تكاملت المساحة نظم مباشروها أوراقا يسمونها : المكلفة ، يترجم صدرها بما مثاله مكلفة تأريج فنداق مساحة الأراضي بالناحية الفلانية لمغل سنة كذا وكذا الخراجية . والتأريج : هو الأوراق التي يبسطها مباشر المساحة بما في السجلات ويختمها بما انتهت إليه المساحة . والفنداق : هو عبارة عن التعليق ، وهو الذي تكتب فيه المساحات حال قياسها . فإذا انتهت ترجمة صدر المكلفة عقد جملة فدنها في صدرها وفصلها بأصناف المزروعات وأسماء المزارعين ، فإن طابقت المساحة السجلات من غير زيادة ولا نقص قال : وذلك بمقتضى السجلات ، وإن تميزت قال : ما تضمنته السجلات كذا ، زائد المساحة كذا ، وإن نقصت ذكر ما صح بمقتضى مساحته ، وكمله بالقلم تتمة ؛ وإن نقص مزارعٌ عن سجله في قبالةٍ وزاد على سجله في قبالةٍ أخرى كمل عليه ما نقص بمقتضى سجله ، وأورد ما زاد في القبالة الأخرى زيادة ، ولا ينقل الزائد إلى الناقص ، ويلزمه المباشر بالقيام بخراج ما نقص من تلك القبالة وما زاد في الأخرى ؛ هذا مصطلحهم ، وليس هو منافيا للشرع ، إلا أنني أرى في هذا النقص تفصيلا هو