كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 185 """"""
إشارة التغليق ، وإن بقي عليه شيء مما تعين عليه طرده للباقي ؛ هذا حكم الأرض التي تسجل بالغلة ؛ وأما ما يسجل بالنقد فإنه تتساوى عليه ثلاثة أقساط أو قسطان : قسطٌ من ثمن البرسيم الأخضر عند إدراكه وبيعه لربيع الخيل ، وقسطٌ من الكتان عند قلعه إن كان ، وقسطٌ عند إدراك المغل والمقاثئ ، ومنهم من يسجل بالنقد الحاضر جملةً واحدةً في وقت السجل ؛ هذا حكم خراج الزراعة .
وأما الخراج الراتب ، فهو لا يكون إلا بالنقد عينا أو فضة ؛ وهو خراج السواقي والبساتين والنخيل ؛ وذلك أن أربابه يقاطعون الديوان على فدن معينةٍ بمبلغ معينٍ عن كل فدان في كل سنة يقومون به في أوقات معلومة ، رويت الأرض أو شرقت ؛ وهم يحفرون في تلك الأراضي آبارا بقدر ما يعلمون أن المياه التي تطلع منها تروى تلك الأراضي ، ويركبون على أفواه الآبار السواقي المتخذة من أخشاب السنط وما ناسبه ، المشهورة بالخرير التي تعين على رفع الماء ويسمونها بديار مصر : المحال ، وبحماة : النواعير ، إلا أن النواعير تدور بالماء ، وهذه تدور بالأبقار ، ويزرعون عليها بتلك الأراضي ما أحبوه واختاروه من أصناف المزروعات والغروس لا يطالبون عليها بغير الخراج المقرر ، إلا أن ينصبوا القصب فلا يقتصر منهم عند ذلك على الخراج ، بل للديوان على الأقصاب مقررٌ يستأديه عن كل فدان ؛ ويستأدى خراج الراتب على أقساط في زمن الثمار والأعناب والفواكه وعند ضرب الوسمة - وهي النيل الذي يصبغ به اللون الأزرق - وخراج الراتب يستأدى ممن هو

الصفحة 185