كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 188 """"""
والبستيلية وهي التي تسمى بمصر : البسلى ، وبالساحل الطرابلسي : الحالبة ؛ ويعنون بالصيفي : الذرة والدخن والسمسم والأرز والحبة السوداء والكسبرة والمقاثئ والوسمة والقرطم والقطن والقنب ؛ ويكتب عليهم بذلك مشاريح أنهم لا يبورون شيئا من الأراضي ومن بور شيئا منه كان عليه القيام بريع الغامر من نسبة العامر ؛ فإذا زرعت الأراضي وبدا صلاح الزرع ، وأخذ الفول في العقد خرج الوكلاء على الزراعة إلى النواحي يحفظون الزراعة من التطرق إلى شيء منها ، ويلازمونها إلى أن تحصد وتنقل إلى البيادر ؛ فعند ذلك يخرج الأمر بحفظ ما يصل إلى البيادر ، ويأخذون في الدراس ؛ فإذا تكامل وطابت البيادر ولم يبق إلا التذرية أخرج مذريا - ووظيفة المذرى أنه يلزمهم بتخليص الغلال من الأقصال وتنظيفها ؛ فإذا فعلوا ذلك وخلصت الغلال من الأتبان والأقصال وصارت بيادر صافيةً خرج وإلى العمل ومباشروه إلى تلك الجهة ، وتقدموا بتوزيع بيادرها على ضريبة الناحية وعادتها في المقاسمة ، مناصفةً - وذلك في أراضي السقى - ، ومثالثةً ومرابعةً - وهو في غالب البلاد - ، ومخامسةً ومسادسةً - وذلك في المزارع والنواحي الخالية من السكان التي يزرعها المستكرون - ، ومسابعةً ومثامنةً - وذلك في النواحي المجاورة لسواحل البحر والمتاخمة لأطراف بلاد العدو ؛ فإذا فرغ توزيعها أخذ المباشرون ما يخص الديوان من التوازيع ، ثم يحزر ما لعله تأخر من الغلال في عرصات البيادر

الصفحة 188