كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 189 """"""
والأقصال وأعقاب التبانات والعفائر ، ويؤخذ منه ما يخص الديوان من نسبة المقاسمة ، ويكمل على الفلاح على حكم ضريبة ذلك العمل ؛ وفي بعض النواحي يكون من المواسطة ، فتفرد لها توزيعةٌ بمفردها ، ثم يؤخذ من حاصل الفلاح بعد الرسوم عشر ما بقي له ؛ وهذا غير مطرد في جميع البلاد ، فإن في جهات الأوقاف والبر وما يناسبها لا يؤخذ العشر إلا من النصاب الشرعي ؛ وفي نواحي الخواص والإقطاعات يؤخذ مما بقي للفلاح من كل عشرة أجزاءٍ جزءا مما قل أو كثر بحسابه ؛ وفي بعض الأقاليم لا يؤخذ العشر من المزارعين الذمية ؛ وأما النواحي الإقطاعية والأملاك التي أعشارها ديوانيةٌ فمنها ما عليه ضريبةٌ مقررةٌ تؤخذ في كل سنةٍ زاد المغل أو نقص ، ومنها ما يندب له من يقف على النواحي ويحزر ما بها من الغلال ويقدر العشر عنها ، ويكون هذا الحزر والزرع قائمٌ أو حصيدٌ قبل درسه ، ثم يتعاد بعد ذلك من الفلاحين ما لعله عليهم من التقاوى والقروض ، وتكون بمفردها مرصدةً لتقاوى السنة الآتية ؛ ثم يعتبر ما يتحصل من الغلال على اختلاف أصنافها بالكيل المتعامل به في ذلك الإقليم ، وتعمل بذلك مخازيم على العادة مفصلة بالأسماء وأصل المقاسمة والرسوم والعشر وما لعله استعيد من التقاوى والقروض ؛ وعند تكامل قسم نواحي كل عملٍ سينظم على المخازيم عملٌ بالمتحصل عل ما نشرحه إن شاء الله تعالى سفي الأوضاع الحسابية ؛ هذا ما يعتمده في الغلال .
وأما الخروب والزيتون والقطن والسماق والفستق والجوز واللوز والأرز فإن الوكلاء تستمر على حفظ ذلك إلى أن يصير في بيادره ، ويقسم على حكم الضريبة ويحصل ويورد على المتحصل ؛ وفي بعض الأعمال الشامية نواحٍ مفصولةٌ ومضمنةٌ على أربابها بشيء معلوم يؤخذ منهم عند إدراك المغل من غير توكيل ولا مقاسمة ، وهي نظير المتأجرات

الصفحة 189