كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 19 """"""
ومتى يصفى الله ورد الحياة من التكدير ، ويتحقق بلقائه أحسن التقدير " وهو على جمعهم إذا يشاء قديرٌ " .
وزمان مضى فما عرف الأ . . . ول إلا بما جناه الأخير
أين أيامنا بظلك والشم . . . ل جميعٌ والعيش غض ؟ نضير
وحوشى المولى أن يكون عوناً على قلبه ، وأن يرحل إثره الري على سربه ، وان ينسيه بإغباب الكتب ساعات قربه ، وأن يحوجه إلى إطلاق لسانه بما يصون السمع الكريم عنه من عتبه ؛ الأخ فلان مخصوصٌ بسلام كما تفتحت عن الورد كمائمه ، وكما توضحت عن القطر غمائمه
إذا سار في ترب تعرف تربها . . . برياه والتفت عليها لطائمه
وقد تبع الخلق الكريم في الإغباب والجفوه ، وأعدت عزائمه قلبه فاستويا في الغلظة والقسوه
إن كنت أنت مفارقي . . . من أين لي في الناس أسوه
وهب أن المولى اشتغل - لا زال شغله بمساره ، وزمنه مقصوراً على أوطاره - فما الذي شغله عن خليله ، وأغفله عن تدارك غليله ؟ هذا وعلائقه قد تقطعت وعوائقه قد ارتفعت ؛ وروضة هواه قد صارت بعد الغضارة هشيما ، وعهوده قد عادت بعد الغضاضة رميما
إن عهدا لو تعلمان ذميما . . . أن تناما عن مقلتي أو تنيما
وما أولى المولى أن يواصل بكتبه عبده ، ويجعل ذكره عقده ، ولا ينساه ويألف بعده ، ويستبدل غيره بعده .
الصفحة 19
224