كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 190 """"""
بالديار المصرية ؛ ولفظ الفصل بالشأم كله كلمة فرنجية ، واستمر استعمالها في البلاد الساحلية التي ارتجعت من أيدي الفرنج جريا على عادتهم .
وأما خراج العين فهو مقرر على البساتين والشجريات والكروم والمقاثئ ويستخرج على حكم الضريبة عند إدراك كل صنف .
ومن أبواب الخراجي الخدم التي تقدم ذكرها ، ومقرر القصب والبريد والبسط ، وعشر العرق ، وغير ذلك مما يطول شرحه ، إلا أن جميع ما يستخرج من الأراضي منسوبٌ إلى الخراج . ومن أبواب الخراجي الأحكار على ما فيها من الاختلاف ؛ ومهما استخرجه المباشر وحصله من ذلك يعتمد في إيراده نحو ما شرحناه في الهلالي : من إيراده في تعليق المياومة ، وشطبه على الجريدة المبسوطة على أبوابه ؛ هذا حكم الهلالي والجوالي والخراجي ؛ والله سبحانه وتعالى أعلم .
وأما ما يشترك فيه الهلالي والخراجي ويختلف باختلاف أحواله فجهاتٌ ، وهي المراعي والمصايد والأحكار ؛ أما المراعي - فالذي يرد منها في أبواب الهلالي ما استقر حكمه بجهة ، وتقرر في كل سنة ، وصار ضريبةً مقررة ؛ فمن المباشرين من يقبضه على شهور السنة ، ويستخرجه أقساطا ، ويورده في جملة أبواب الهلالي ؛ والذي يرد منه في أبواب الخراجي هو ما يستخرج من أرباب المواشي في كل سنة عند هبوط نيل مصر ونبات الكلإ ، في مقابلة ما رعته مواشيهم من نبات الأرض ، وهو يزيد وينقص بحسب كثرة المواشي وقلتها ؛ وعادتهم فيه أن يندب لمباشرة ذلك مشد ؟ وشهود وكاتب ، ويعدوا الأغنام وغيرها ، ويستخرجوا من أربابها عن كل رأسٍ شيئا معلوما بحسب ضريبة تلك