كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 191 """"""
الجهة وعادتها ؛ وهو على هذا الوجه لا ينبغي إيراده إلا في أبواب الخراجي ؛ ومن الكتاب من يورده في أبواب الهلالي ، وهو غلط .
وأما المصايد - فمنها أيضا ما يورد في أبواب الهلالي كالنواحي التي تصاد بها الأسماك على الدوام ، مثل ثغر دمياط والبرلس وجنادل ثغر أسوان وأشباه ذلك بالديار المصرية ، وبالشأم مثل نهر العاصي وبحيرة طبرية ، وغيرهما من الأنهار والبرك ؛ ومنها ما يرد في أبواب الخراجي ، وهو ما يصاد من الأسماك عند هبوط نيل مصر ورجوع الماء من المزارع إلى بحر النيل ؛ والعادة في ذلك إذا انتهت زيادة النيل وشرع الماء في مبادئ النقص سكروا أفواه الترع ، وسدوا أبواب القناطر التي عليها حتى يرجع الماء ويتكاثف مما يلي المزارع ثم ينصبون الشباك ، ويصرفون المياه ، فيأتي السمك وقد اندفع مع الماء الجاري ، فيجد الشباك تحول بينه وبين الانحدار مع الماء ، فيجتمع فيها ، ثم يخرج منها إلى البر ، فيوضع على نخاخٍ ويملح ويودع في الأمطار ، وأكثر ما يكون ذلك قفي طول الإصبع ونحوه ؛ وله أسماء : منها البلطي والراي والبني وغير ذلك ، وما يؤكل منه طرياً بعد قليه يسمونه الإبسارية ؛ ومنها ما يكون بقدر الفتر ، ويسمى الشال ، وهو يملح أيضاً ؛ فهذا الذي يتعين إيراده في أقلام الخراجي ، ومنهم من يورده في الهلالي ، ومن الكتاب من يورد المصايد والمراعي قلما مستقلا بعد الجوالي وقبل الخراجي .
وأما الأحكار - فقد تقدم الكلام عليها عند ذكرنا للهلالي .

الصفحة 191