كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 193 """"""
والعادة أن الذي ينصب من الأقصاب على كل مجالٍ بحراني ؟ - أي مجاور للبحر - إذا كان مزاح العلة بالأبقار الجياد مع قرب أرشية الآبار ثمانية أفدنة ؛ ويحتاج إلى ثمانية أرؤسٍ بقرا ؛ فإذا كانت الآبار بعيدةً عن مجرى النيل لا يقوم المحال بأكثر من ستة أفدنة إلى أربعة أفدنة ؛ فإذا طلع النيل وارتفع سقي القصب عند ذلك ماء الراحة ؛ وصفة ذلك أنه يقطع عليه من جانب جسرٍ يكون قد أدير عليه ليقيه من الغرق عند ارتفاع الماء بالزيادة ، فيدخل الماء من تلك الثلمة التي فرضت من الجسر ، ويعلو على وجه أرضه نحوا من شبر ، فتسد عند ذلك ، ويمنع الماء من الوصول إليه ، ويترك ذلك الماء عليه مقدار ساعتين أو ثلاثٍ إلى أن يسخن ، ثم يصرف عنه من جانبٍ آخر إلى أن ينضب ، ثم يجدد عليه الماء مرةً أخرى ؛ يتعاهد بذلك مرارا في أيام متفرقة بقدر معلوم ، ثم يفطم بعد ذلك ؛ فما نقص من ذلك كان المباشر قد أخل به إلا النصب على الري وسقى ماء الراحة فإنه أمرٌ رباني ؟ لا قدره للمباشر على استجلابه .
ولا غنية للقصب عن القطران قبل أن يحلو ، فإنه يمنع السوس من الوصول إليه ؛ وصفة ذلك أنهم يجعلون القطران في قادوسٍ مبخوشٍ من أسفله ، ويسد ذلك البخش بشيء من الحلفاء ، ويعلق القادوس على جدول الماء ، ويمزج القطران بالماء فيقطر من خلال ذلك البخش المسدود ، ويمتزج قطره بالماء الذي يصل إلى القصب ، ويحصل به المقصود .
وإن خشي المباشر على القصب من فساد الفأر أدار حوله حيطانا رقيقة مقلوبة الرأس إلى خارج أرض القصب تسمى حيطان الفأر ، وتصنع من الطين المخلوط بالتبن