كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 195 """"""
الحجر عليه الأبقار الجياد فيعصره ؛ وينزل ما يخرج منه من الماء في أبخاشٍ في القاعدة التي تحت الحجر إلى مكانٍ ضنكٍ معد ؟ له ؛ فإذا انتهى ذلك القصب من العصر تحت الحجر نقل إلى مكانٍ آخر ، ثم يجعل في قفاف متخذةٍ من الحلفاء مشبكة الأسافل والجوانب ، ويلقى تحت دولاب التخت ، ويدور الدولاب عليه بالأعواد حتى يأخذ حده ، ويخرج ما بقي فيه من الماء ؛ ويجتمع ما تحصل من ماء القصب من الحجر والتخت في مكان واحد ؛ ثم ينقل ذلك الماء فيصفى من منخلٍ موضوعٍ في قفص معد ؟ له ، وينزل ما يخرج إلى مكانٍ متصلٍ يسمونه البهو ، له عيارٌ معلومٌ محرر ؛ فإذا امتلأ من ذلك الماء المصفى نقل إلى المطبخ ، وصفى تصفية ثانية في قدرٍ كبيرةٍ يسمونها الخابية يصب فيها بعد التصفية جميع ما كان في البهو ، وهو ستون مطرا من ماء القصب ضريبة كل مطر نصف قنطار بالليثي على التحرير - والرطل الليثي مائتا درهم - فيكون ما في الخابية ثلاثة آلاف رطل وهو ما كان في البهو ؛ ثم يوقد عليها من خارج المعصرة إلى أن يغلى الماء غليانا كثيرا ، وينقص نقصا معلوما ، فعند ذلك يبطل الوقيد عنها ؛ فإذا سكن غليانها نقل ما فيها من الماء المسلوق في يقاطين كبار ، في كل قرعة منها خشبةٌ منجورةٌ طويلةٌ كالساعد نافذةٌ في جانبي القرعة ، ويصب في أكسية من الصوف تحتها دنانٌ كبار فيصفى الماء منها تصفية ثالثة ، ويستقر في تلك الدنان ؛ ثم ينقل من الدنان في دسوت إلى القدور ، فيطبخ فيها إلى أن يأخذ حده من الطبخ ؛ ويحتاج كل حجرٍ إلى خابية وثماني قدور لطبخ ما يعتصر تحت الحجر والتخت ؛ ثم ينقل بعد طبخه

الصفحة 195