كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 200 """"""
وقد اقترح في بعض الممالك الشامية في بعض السنين على المباشرين أن يضمنوا ختمهم ما يوردونه في الأصل من جهات الأصول - كل جهة من المستخرج والمجرى - الأصل مختوما والخصم مفصلا بجهاته ؛ مثال ذلك أن يقول في الأصل : الجهة الفلانية في التاريخ الفلاني كذا وكذا درهما ؛ ويذكر تحت ذلك التاريخ خصم تلك الجملة ؛ وفي الخصم إذا ذكر اسم رب استحقاق وما وصل إليه في كل تاريخ يقول : التاريخ الفلاني ؛ ويعين جهاته ؛ ويشطب المسترفع الأصل على الخصم ؛ وفي ذلك تضييق كثير على المباشر ، ولم يستقر ذلك ، وعادت الأوضاع على ما بيناه ؛ هذا مصطلحهم في الختم ؛ والله أعلم .
وأما التوالي - فهي إذا أطلقت أريد بها توالي الغلال ؛ وكيفيتها أنه إذا مضت مدة على ما قدمناه في شرح الختم نظم كاتب الجهة حسابا للغلة اسمه التالي يشرح في صدره بعد البسملة : تالٍ بما انساق حاصلا من الغلال بالجهة الفلانية إلى آخر المدة الفلانية ، مضافا مخصوما إلى آخر كذا ؛ ويذكر أسماء المباشرين على ما تقدم ، ثم يوصل في صدره ما انساق إلى آخر المدة التي قبلها من الغلال على اختلافها ، ويفسر الغلال بسينها ، ويضيف إليه ما لعله انضاف من متحصلٍ ومبتاعٍ وقرضٍ وغير ذلك ؛ ثم يفذلك عليه ، ويذكر بعد الفذلكة ما لعله وقع من تبديل صنفٍ بصنفٍ لوجود ذلك الصنف وعدم غيره ، إما فيما قبضه أو فيما صرفه ، وما لعله أبيع وثمن ، وما لعله ينقلمن كيل إلى كيل ؛ ويستقر بالجملة بعد ذلك على ثمن ما أبيع وما استقر من الغلال بعد التبديل والتنقيل ، ويستخرج ثمن البيع بمقتضى ختمة تلك المدة ، وهي شاهده ؛ ويخصم بالمحمول والمنقول والمصروف على اختلافه ؛ ويفصل ذلك بتواريخه على ما شرحناه في الختمة ، ويسوق الحاصل من الغلة إن كان ؛ هذا مصطلحهم في توالي الغلال .
ولهم أيضا توالٍ يسمونها توالي الارتفاع - تشتمل على العين والغلة والأصناف ، ولا تعمل إلا عند اقتراحها ؛ وصورتها أن يوصل في صدر تالي الارتفاع ما انساق آخر الارتفاع الذي قبله من الحاصل والباقي عينا وغلة ؛ ويفصله بسنيه ؛ ثم يضيف إليه ما استحق في تلك السنة أصلا ومضافا ، ويخصم بالخصم السائغ المقبول ، ويطرده بعد ذلك إلى حاصلٍ وباق .