كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)

"""""" صفحة رقم 201 """"""
ولهم أيضا توالي الاعتصار - وصورتها أن يوصل ما انساق حاصلا آخر المدة على الاعتصار أو تاليه ، ويضيف ما لعله تحصل من قطرٍ وغيره ، ويفذلك عليه ، ويكرر منه ويبيع ، ويستقر بالجملة ، ويخصم ، ويسوق إلى الحاصل .
وأما الأعمال - وهي تختلف - : فمنها أعمال متحصل الغلال والتقاوى ، وأعمال الاعتصار ، وأعمال المبيع ، وأعمال المبتاع ، وأعمال الجوالي ، وأعمال الخدم والتأديبات والجنايات . فأما أعمال الغلال والتقاوى - فكيفيتها أن يشرح في صدر العمل بعد البسملة ما مثاله : عملٌ بما تحصل من الغلال بالناحية الفلانية لمغل سنة كذا وكذا الخراجية ، المدرك في شهور سنة كذا وكذا الهلالية ، مضافا إلى ذلك ما وجبت إضافته ، ويوصل في صدره ما تحصل من الغلال على اختلافها وأكيالها مفصلا بأسماء الفلاحين ؛ ويضيف إليه ما لعله استعاده من التقاوى والقروض أو حصله من رسوم أو غير ذلك ؛ ويفذلك عليه ؛ فمن الكتاب من يسوقه بجملته حاصلا ، ويخصم بمقتضى التالي ؛ ومنهم من يخصم بما حمله وصرفه في مدة تحصيله للمغل ، ويسوق ما بقي إلى الحاصل ، ويستغنى بذلك عن تالٍ لتلك المدة .
وأما عمل الاعتصار - فصورته أن يترجم في صدره بعد البسملة بما مثاله : عملٌ بما تحصل من اعتصار الأقصاب بالجهة الفلانية لاعتصار أقصاب سنة كذا وكذا الخراجية ؛ ويقول في يمنة العمل : عن كذا وكذا فدانا أو منظرةً إن كان بالأغوار ، أو قسما إن كان بالسواحل ؛ ويفصل الفدن بما فيها رأسا وما فيها خلفةً إن كان بمصر ، ومقنطرا أو قائما إن كان بالشأم ، ويبرز عن يسرته بكمية ما تحصل فيقول : من أصناف الحلو كذا وكذا قنطارا ، ويفصل ذلك بالقند والأعسال على اختلافها : من المرسل والقطر والحر والأسطروس والمردودة ؛ والمرسل هو من

الصفحة 201