كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 204 """"""
وأما السياقات - فهي مختلفة : فمنها سياقة الأسرى والمعتقلين ، وسياقة الكراع ، وسياقة العلوفات ، وسياقة الأصناف والعدد .
فأما سياقة الأسرى والمعتقلين - فصورتها أن يوصل في صدرها عدة من انساق عنده إلى آخر المدة التي قبلها ، ويفصلها بالمعتقلين وأسمائهم وجرائمهم ، والأسرى ومللهم وأجناسهم ؛ ويضيف إليها ما لعله تجدد عنده من معتقلٍ أو أسير ، ويفذلك عليها ، ثم يذكر من أفرج عنه : إما بمقتضى المراسيم " فيذكر تواريخها وأسماء من حضرت على يده ، ومن تسلم المعتقل وإما بالهداية إلى دين الإسلام من الأسرى فيذكر اسم المهتدى وجنسه ، ومن أي الملل كان ، وتاريخ إسلامه والإفراج عنه ، أو من فودي به ، أو من تسحب ، أو من هلك بالموت بعد اعتبار ما يجب اعتباره في الهالك ؛ ويستقر بالجملة بعد ذلك ؛ واستقرار الجملة هو الحاصل .
وأما سياقة الكراع - فهي سياقةٌ تشتمل على الخيل والجمال والدواب والأبقار والأغنام ؛ وصورتها أن يوصل الكاتب ما انساق عنده حاصلا آخر السياقة التي قبلها ؛ ويضيف إلى ذلك ما لعله ابتاعه بتواريخه وأسماء من ابتيع منهم ، وما لعله نتج ، وما لعله اجتذب ؛ ويفذلك على ذلك ؛ ثم يذكر بعد ذلك ما باعه من عرض الجملة وما نفق وتنبل وذكي ؛ ويستقر بالجملة على ما استقر من حيوانٍ وجلود وثمن ، ويصرف وينقل ما لعله صرفه أو نقله ، ويسوق إلى الحاصل .
ويحتاج المباشر لذلك إلى ملاحظة أحوال الأغنام ، ومعرفة أوقات نتاجها وما يكون منها توأما ، واستقبال النتاج لينضبط له نتاج النتاج .
وأما سياقة العلوفات - فصورتها أن يوصل في صدرها ما صرفه على الكراع في المدة التي نظم لها السياقة ، ثم يفصل ذلك كل صنفٍ من الكراع وعدده في الزيادة والنقص ، وما صرفه على ذلك النوع في كل مدة ، في اليوم كذا في المدة كذا ، والزيادة والنقص على حسب الاتفاق ، ويراعى في ذلك ما تضمنته سياقة