كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 8)
"""""" صفحة رقم 205 """"""
الكراع ؛ وإن صرف علوفةً لطارئٍ لا يستقر عنده ميزه في التفصيل من المستقر فيقول : المستقر كذا ، والطارئ كذا إضافةً إلى هذه السياقة ؛ ولا فذلكة ، ويتجنب أن يصرف علوفةً عن أيام نقص الشهور الهلالية ، وهي ستة أيام في السنة فإن ذلك من المخرج اللازم ، وكذلك أيام الربيع .
وأما سياقات الأصناف والزردخاناه والعدد والآلات والخزائن والبيمارستانات - فإنه لا يمكن استيعابها لمؤلف كتاب ، وقلما عملت فيما كثر ، وإنما تعمل فيما قل من الأصناف ؛ وصفتها إذا أمكن عملها أن يوصل ما عنده من الأصناف مفصلة ، ويضيف إليها ما ابتاعه أو ما وصل إليه ، ويفذلك على ذلك ثم يذكر بين الفذلكة واستقرار الجملة ما يرد من الأبواب : من المنتقل والمستهلك وغير ذلك على كثرته ؛ وإذا استقصى ما يرد بين الفذلكة واستقرار الجملة زاد على مائة باب لا يعرفها إلا أفاضل الكتاب ومن له حذقٌ بهذه الصناعة ، واختلفت مباشراته وتكررت ؛ فإذا ذكر ما وقع عنده استقر حينئذ بالجملة على ما قام عليه ميزان عمله ؛ ثم يخصم بما يسوغ الخصم به ، ويسوق إلى حاصله .
فهذه هي الختم والتوالي والأعمال والسياقات ، وهي شواهد الارتفاع . وأما الارتفاع - فهو العمل الجامع الشامل لكل عمل ؛ وصورة وضعه أن يشرح الكاتب في صدره بعد البسملة ما مثاله : عملٌ بما اشتمل عليه ارتفاع المعاملة الفلانية لمدة سنة كاملة ، أولها المحرم سنة كذا وكذا ، وآخرها سلخ ذي الحجة منها ، مما اعتمد في إيراد ذلك الهلالي والجوالي للسنة المذكورة ، والخراجي والأقصاب لسنة كذا وكذا الخراجية ، مضافا إلى ذلك ما وجبت إضافته ، مفذلكا عليه ، وما استقرت عليه الجملة ، مخصوما مساقا إلى حاصل ، وما اعتد به محسوبا إن كان ، وما اشتملت عليه فذلكة الواصل ، وما انساق إلى الباقي والموقوف في المدة ؛ ويذكر أسماء المباشرين كما قدمناه في الختمة ؛ وإن انفصل أحدٌ من المباشرين في أثناء تلك السنة وباشر آخر بعده قال : بمباشرة فلانٍ إلى آخر المدة الفلانية وفلانٍ بعده إلى